قالت المخرجة البلجيكية فانيا دالكانترا، التي تشارك بفيلم "ما وراء السهوب" في المسابقة الرسمية للفيلم الدولي بمراكش في دورته العاشرة (3 - 11 دجنبر الجاري)، إنها لمست في المغاربة تقديرا للفن السابع واهتماما كبيرا وحقيقيا بالمبدعين، وخاصة الشباب منهم. وعبرت دالكانترا، في حوار حصري خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الأحد بمراكش، عن انبهارها ب"الفضاءات والمناظر الخلابة للمغرب، البلد الرائع، التي توحي وتلهم المبدعين وصناع السينما لإنجاز أفلام ذات جودة عالية". وأعربت المخرجة البلجيكية عن اعتزازها باختيار منظمي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لعملها الإبداعي ضمن الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية، وهو الاختيار الذي كان بالنسبة لها "مفاجأة سارة جدا". وعبرت المخرجة دالكانترا عن رغبتها في العودة إلى المغرب لزيارة المناطق الجميلة التي يزخر بها، مذكرة، في لحظة استعادية مؤثرة، بأنها زارت المغرب لأول مرة وهي في سن العاشرة، حيث حضرت حفل زفاف أحد أقاربها بمدينة طنجة، التي وصفتها بأنها من بين المدن المغربية الجميلة. وبخصوص فيلمها "ما وراء السهوب"، وهو إنتاج مشترك بين روسيا وبولونيا وبلجيكا، أبرزت دالكانترا أن قصته مستوحاة من قصة واقعية بطلتها جدة المخرجة، وتدور أحداثه في سنة 1940 عندما يتم ترحيل "نينا"، الشابة البولندية مع طفلها من قبل الجيش السوفياتي إلى أراضي سيبيريا الموحشة. وتضطر نينا للعمل في إحدى مزارع الدولة تحت المراقبة الشديدة للشرطة السياسية الروسية. وعندما يمرض طفلها تذهب بحثا عن الدواء بمعية مجموعة من البدو الرحل الكازاخستانيين. وفي لمحة عن ظروف خروج هذا العمل إلى حيز الوجود، أبرزت المخرجة البلجيكية أن التحدي الذي واجهته لإنجازه تمثل بالدرجة الأولى في عدم الاستسلام للعراقيل والإصرار على إنجازه رغم الإمكانيات المحدودة، وبالدرجة الثانية في جعل المشاهد يتقبل التناقض بين العالم الحزين الذي يسرده العمل الفني وجمالية ورونق المناظر الطبيعية التي تزخر بها كازاخستان. ومن جهتها، قالت أنييشكا كروكوفسكا، بطلة الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن فيلم "ما وراء السهوب"، منحها مساحة كبرى من الحرية الإبداعية، لأن الدور كان جديدا ومختلفا عن الأدوار التي قدمتها من قبل في أعمال سينمائية أخرى. وأضافت كروكوفسكا، أنها أعجبت بالقصة كثيرا وبالسيناريو الذي كتبته المخرجة التي كانت حريصة على أدق التفاصيل في هذا الفيلم سواء تعلق الأمر بالتصوير أو الموسيقى التصويرية أو أداء الممثلين. يذكر أن فيلم "ما وراء السهوب" هو من تشخيص ألكساندر يوستا وبوريس شيك وأهان زولانبييك وطاتيانا طارسكاسا. ويتنافس في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة للمهرجان 15 فيلما تمثل دولا مختلفة. وسيتم في ختام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منح جائزته الكبرى (النجمة الذهبية)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي.