دخلت الاستعدادات لانطلاق الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مراحلها النهائية بإعلان مؤسسة المهرجان، عن الأفلام 15 المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة، التي ستنظم من 3 إلى 11 دجنبر المقبل. وتضم قائمة الأفلام الخامسة عشرة، التي ستتنافس على جائزة النجمة الذهبية للمهرجان، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي، 10 أفلام تعد الأولى لمخرجيها، فيما تعد الأفلام المتبقية الثانية لمخرجيها. وبخصوص إعطاء الأولوية للأفلام الأولى لمخرجيها، اعتبر نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي، ونائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الفيلم الأول يكون عادة محتاجا إلى منبر من حجم وقيمة مهرجان دولي كمهرجان الفيلم الدولي بمراكش ليتعرف عليه الجمهور. وأكد الصايل أن المهرجان يروم من وراء هذا الاختيار اكتشاف أعمال جديدة ومخرجين جدد لإطلاع الجمهور على إبداعاتهم، مشيرا إلى أن اختيار العمل الأول خلال هذه الدورة "ليس معيارا بل تصورا فلسفيا للمسابقة". وقال إن "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد منبرا حقيقيا للتبادل والتباري"، مشيرا إلى أن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه السنة تتميز بمستوى عال، وينتظر أن يتفاعل معها الجمهور بشكل كبير على اعتبار أنها لا تكتفي بتقديم الوقائع بقدر ما ستجعل المشاهد يسائلها. وتتشكل لائحة الأفلام، التي تمثل 15 بلدا، من الأفلام التالية: "حياة هادئة" لكلوديو كوبليني من إيطاليا،و "مملكة الحيوان" لدافيد ميشود من أستراليا، و"بيكلاوديد" لأليخاندرو جيربر بيسيشي من المكسيك، و"ما وراء السهوب" لفانيا دالكانتارا من بلجيكا، و"المانحة" لمارك ميلي من الفلبين، و"نهاية" للوي سامبييري من إسبانيا، و"جاك يبحر" لفيليب سيمور هوفمان من الولاياتالمتحدة الاميركية، و"كارما" لبراسانا جايكودي من سيريلانكا، و"ماريكي ماريكي" لصوفي سشتكينز من بلجيكا، و"السراب" لطلال السلهامي من المغرب، و"طريق شيمن رقم 89" لهالون شو من الصين، و"روزا مورينا" لكارلوس أوغوستو دو أوليفيرا من الدنمارك، و"الحافة" لأليكسي يوشيتل من روسيا، و"مذكرات ميوزن" لبارك جونكبوم من كوريا الجنوبية، و"عندما نرحل" لفيو ألاداك من النمسا. بينما تتشكل لجنة تحكيم الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، من الممثل والمخرج الأميركي جون مالكوفيتش، الذي شارك في أكثر من 70 عملا سينمائيا، رئيسا، ومن الأعضاء: المخرج المغربي فوزي بنسعيدي، والممثلة المصرية يسرا، والممثل والمنتج الإيرلندي غابرييل بيرن، والممثلة الصينية ماغي تشونغ، والممثل والمخرج المكسيكي كايل كارسيا برنال، والسينمائي الفرنسي بونوا جاكو، والممثلة الأميركية إيفا منديس، والممثل الإيطالي ريكاردو سكمارتشيو. جديد الدورة تتميز الدورة العاشرة لهذه التظاهرة السينمائية بتنظيم أول مسابقة للفيلم القصير، ستخصص لها جائزة، بقيمة 300 ألف درهم، سيمنحها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. وقال الصايل إن مسابقة الفيلم القصير للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي ستنظم لأول مرة، لفائدة طلاب المعاهد ومدارس السينما بالمغرب، "فكرة جيدة" لكونها تذهب مباشرة إلى ينبوع العملية الإبداعية في مجال السينما، موضحا أن هذه المبادرة الأولى من نوعها في تاريخ المهرجان، الذي يعد أهم تظاهرة سينمائية دولية في العالم العربي وإفريقيا، تؤكد أن المهرجان يضع نفسه في خدمة "البداية المطلقة" للفن السينمائي، انطلاقا من حرصه على اكتشاف المواهب داخل المدارس المتخصصة. وترأس لجنة تحكيم هذه المسابقة النجمة العالمية سيغورني ويفير، وتضم إلى جانبها كلا من الأعضاء: المخرج المغربي عادل الفاضلي، الحائز على الجائزة الكبرى للدورة الثامنة للمهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة عن فيلمه "حياة قصيرة"، والمخرجة الفلسطينية هيام عباس، والسينمائي الفرنسي هافيير بوفوا، والمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي، والممثلة الفرنسية إيمانوييل سيغنير. احتفاء خاص اختيار فرنسا ضيف شرف الدورة العاشرة لهذه التظاهرة السينمائية الكبرى، له "مدلول مهم" حسب الصايل، الذي اعتبر الاحتفاء بالسينما الفرنسية شيئا طبيعيا لكون فرنسا "مهد السينما"، سواء بشكلها الإبداعي أو التجاري، فأول فيلم قدم للجمهور كان بفرنسا سنة 1895، موضحا أن الكيان السينمائي الفرنسي كيان قوي فمنه انبثقت السينما كإبداع وصناعة. كما أن هذا الاحتفاء، يؤكد مدى التواصل والتكامل الحقيقي الموجود بين المغرب وفرنسا في الميدان السينمائي. وأضاف أن هذه "الالتفاتة الجميلة" تأتي لكون بداية الفرجة السينمائية الجماهيرية انطلقت من فرنسا، مشيرا إلى أنه سيجري عرض أزيد من 70 فيلما، تمثل كل أساليب وتيارات الإبداع الفرنسي بحضور مخرجين وممثلين فرنسيين مرموقين، مبرزا أنه من الطبيعي أن تحتفي الدورة العاشرة بالسينما الفرنسية، التي تربطها بالجمهور المغربي علاقة وثيقة، مشيرا إلى أن الأفلام التي ستعرض ستقدم صورة صادقة للمشاهد المغربي عن الواقع السينمائي الفرنسي. واعتبر أنه من الطبيعي أن تحتفل الدورة ال 10 للمهرجان بالسينما الفرنسية، بعد الاحتفال بالسينما المغربية والسينما الإسبانية، التي كانت غير معروفة لدى الجمهور المغربي، رغم كونها سينما مهمة، وبعد الاحتفال بالسينما الإيطالية المعروفة ولكن ليس برونق السينما الأميركية، والشيء نفسه بالنسبة للسينما البريطانية والكورية الجنوبية. أما الاحتفال بالسينما المصرية فكان ضروريا اعترافا بمصر كقوة إنتاجية على المستوى السينمائي العربي. أفلام خاصة بعد النجاح الكبير، الذي عرفته السينما المخصصة لفاقدي البصر وضعافه، يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، للسنة الثالثة على التوالي، إدراج أفلام بتقنية الوصف السمعي لتعرض ضمن دورته العاشرة، تحت شعار " الكلمة من أجل المشاهدة ". وسيكون عشاق السينما من فاقدي وضعاف البصر، حسب بلاغ لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، خلال الدورة العاشرة للمهرجان على موعد مع سبعة أفلام بتقنية الوصف السمعي، ستعرض بشراكة مع قناة (آرتي) وهي: "تشاو بانتان " لكلود بيري ، و" كل صباحات العالم" لآلان كورنو، و"درس البيانو" لجان كامبيون، و" الإبن المفضل" لنيكول غارسيا، و"الكراهية" لماتيو كاسوفيتنز، و"كل واحد يبحث عن قطته" لسيدريك كلابيش من فرنسا، و"السمفونية المغربية" لكمال كمال، الذي يعد ثاني فيلم مغربي يخضع لتقنية الوصف السمعي، وسيقوم الممثلان المغربيان أمل صقر وهشام الوالي بوصف صوتي للمشاهد المعنية بهذه التقنية في الفيلم، كما سيجري طبع ملخصات الأفلام التي ستعرض بهذه الطريقة بتقنية (البراي) وبثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية من قبل المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين. فنانون عالميون تحتفي الدورة العاشرة للمهرجان بالمخرج المغربي عبد الرحمن التازي وبذاكرة الفنان الراحل العربي الدغمي، استحضارا لعطاءات المبدعين المغاربة وإسهامهم في إثراء الرصيد الإبداعي الوطني. كما ستكرم هذه الدورة، سيرا على نهج الدورات السابقة، مجموعة من كبار السينمائيين العالميين، كالممثلان الأميركيان، جيمس كان وهيرفي كيتيل، والمخرج الياباني، كيروشي كيروساوا. كما سيستفيد هذه السنة مجموعة من السينمائيين من ضيوف المهرجان، إلى جانب طلبة معاهد التكوين السينمائي، من دروس "ماستر كلاس"، التي يقدمها المهرجان سنويا، من خلال لقاءات فنية سينمائية مع كل من المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، صاحب أفلام "العراب"، و"القيامة الآن" و"تيتيرو"، والمخرج والسيناريست البلجيكي جون بيير، والمخرج لي تشانغ دونغ من كوريا الجنوبية.