اعتبرت المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا أن الاستراتيجية التي يعتمدها المغرب في مجال محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (سيدا)، تشكل نموذجا للاقتداء به في المنطقة. وأكدت السيدة نادية بزاد رئيسة المنظمة ، في لقاء احتضنته الدارالبيضاء ، مساء أمس الجمعة بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا تحت شعار "ضوء على الحقوق"، أن هذه الاستراتيجية (2007-2011) تضمن الولوج مجانا إلى خدمات الاستشارة والتشخيص والعلاج ، مشيرة إلى أن هذا المخطط يقترح مجموعة من البرامج الوقائية لفائدة المجموعات الأكثر تعرضا لخطر الإصابة بفيروس السيدا. وذكرت السيدة بزاد أنه مع نهاية شتنبر 2010، سجلت بالمغرب 5319 حالة إصابة، مسجلة أن عدد الإصابات في ارتفاع خاصة بالنسبة للإصابات الناتجة عن انتقال العدوى بواسطة العلاقات الجنسية. وأشارت إلى أن نسبة الإصابة بداء السيدا تزايدت في صفوف النساء حيث بلغت هذه النسبة 62 في المائة من النساء ما بين 15 و24 سنة و55 في المائة ما بين 25 و34 سنة، مبرزة أن 75 في المائة من حالات الإصابة تتركز بثلاث جهات تشمل سوس-ماسة- درعة، ومراكش-تانسيفت الحوز، والدارالبيضاء الكبرى. ومن جهة أخرى، أوضحت السيدة بزاد أن نسبة الإصابة بداء السيدا بسبب العلاقات الجنسية ارتفعت بمعدل 350 ألف حالة جديدة سنويا منذ 2001. وقالت إن كل هذه المعطيات جعلت المنظمة تقدم على تعزيز استراتجيتها في مجال محاربة هذا الداء عبر مجموعة من التدابير الوقائية، مشيرة إلى أن هذه التدابير تهم على الخصوص التخطيط العائلي وصحة الأم والطفل والصحة الجنسية والتشخيص وعلاج سرطانات الجهاز التناسلي والثدي وصحة المراهقين والشباب. وشددت على أن هذه التدابير ينبغي أن تواكبها حملات تحسيسية واسعة للتعريف بهذا الداء وتوفير تربية جنسية لفائدة الشباب، بالتعاون مع كل الكفاءات والإرادات النبيلة خاصة من بين النساء المنتخبات، وذلك عبر وسائل الإعلام ومختلف التظاهرات واللقاءات. ومن جهته، استعرض السيد كمال العلوي عن برنامج الأممالمتحدة لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب معطيات إحصائية حول داء السيدا حيث بلغت الإصابات نهاية 2009 حوالي 3ر33 مليون شخص عبر العالم. وأبرز أن التقرير الجديد لبرنامج الأممالمتحدة لمحاربة داء السيدا لسنة 2010، أظهر تراجعا في عدد الأشخاص المصابين حديثا بالداء والأمر نفسه بالنسبة لعدد الوفيات. ويقدر عدد الإصابات الجديدة بحوالي 6ر2 مليون شخص أي بانخفاض بلغت نسبته 20 في المائة مقارنة مع سنة 1999 حيث بلغ العدد 1ر3 مليون. وفيما يخص الوفيات، فقد تراجعت من 1ر2 مليون سنة 2004 إلى 8ر1 مليون شخص سنة 2009. وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، التي يوجد مقرها بالرباط، هي عضو في شبكة تضم الجمعيات الناشطة في مجال محاربة السيدا ب 11 بلدا إفريقيا حيث تعمل إلى جانب هذه الجمعيات من أجل توفير الدعم النفسي وتوفير العلاج للمصابين والقيام بحملات تحسيسية للتوعية بخطورة هذا الداء.