أشرفت السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، اليوم الجمعة بالرباط، على افتتاح معرض للفن التشكيلي تحت شعار "التاريخ بألوان الحياة". ويندرج هذا المعرض الفني ضمن فعاليات الأنشطة الفنية والثقافية، التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمناسبة الاحتفال بيوم التاريخ، الذي يتزامن هذه السنة مع تخليد الذكرى ال55 لعيد الاستقلال ولعودة جلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى، والذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء. وأوضحت السيدة العابدة ، في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن الاحتفال بهذه المحطات الوطنية البارزة في مسيرة الكفاح الوطني ومعركة التحرير يشكل مناسبة لاستحضار الدلالات العميقة لهذه الملاحم المضيئة من تاريخ المغرب، التي تؤرخ لانتصار إرادة العرش العلوي والشعب وتضحياتهما الجسام دفاعا عن المقدسات والثوابت الدينية والوطنية وصيانة لهوية الوطن، وذودا عن وحدته الترابية، وتحقيقا لاستقلاله. وأضافت أن تنظيم هذا المعرض في هذا السياق الوطني ينطلق من الوعي برمزية وأهمية هذه المحطات التاريخية الوطنية في الوجدان الجماعي والموروث التاريخي المشترك، مؤكدة أنه يتعين على مكونات العملية التعليمية، من تلاميذ ومسؤولين وأطر، استلهام دلالات هذه المناسبات الوطنية، وترسيخها في ضمائر الناشئة والأجيال المتعاقبة لربط الماضي بالحاضر، والتطلع بثبات إلى المستقبل. وأشارت إلى أن الاحتفال بمختلف المناسبات والأحداث التاريخية الوطنية ينطلق من اعتبار المدرسة مؤسسة لتربية الناشئة وتملك قيم المواطنة ، ومن كون التربية التاريخية رافدا أساسيا من روافد اكتساب قيم المواطنة وثقافة السلوك المدني، وترسيخ الاعتزاز بالانتماء إلى الوطن. وأكدت أن ذلك لن يتأتى إلا عبر تعريف التلميذات والتلاميذ بتاريخ المغرب وتراثه المتنوع، بروافده الأمازيغية والعربية والإفريقية المتوسطية، وتمكين هذه الناشئة من امتلاك الخصوصيات المميزة للهوية المغربية، والمتمثلة في التماسك والتضامن والوحدة الوطنية والتسامح والانفتاح. وقد تضمن المعرض، الذي حضرته على الخصوص السيدة التيجانية فرتات مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا زمور زعير وعدد من المنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني، العديد من اللوحات الفنية التي تناولت فنيا وجماليا محطات هامة من تاريخ المغرب القديم والمعاصر وكذا الملاحم الوطنية التي خاضها المغاربة ملكا وشعبا من أجل استقلال البلاد وصون وحدتها الترابية والحفاظ على هويتها المتنوعة، وبناء مشروعها التنموي ونهضتها الحديثة. وتميز هذا النشاط الثقافي والفني، الذي شارك فيه العديد من تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة التربية الوطنية بالرباط، بعرض ملحمة تاريخية بعنوان "أمجاد أمة" ، وتقديم أغان وطنية وعروض فنية تعبيرية ، تناولت تاريخ المقاومة المغربية وملاحمها الوطنية.