افتتحت اليوم الثلاثاء بمراكش أشغال مناظرة دولية حول موضوع "دعم التشغيل الذاتي والمبادرة الحرة"، تنظم، على مدى يومين، بشراكة بين الجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات. وسيتم خلال هذه المناظرة الدولية، من خلال ثلاث موائد مستديرة، مناقشة مواضيع تهم "المؤهلات المقاولاتية" و"التدابير المحفزة لدعم خلق المقاولات الصغرى" و"التكوين والمواكبة من أجل خلق المقاولات الصغرى". وأكد وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني، في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن البرنامجين الإراديين "إدماج" و"تأهيل" لإنعاش التشغيل بالمغرب مكنا من إدماج وإحداث ما يناهز 266 ألف و385 منصب شغل إلى غاية شتنبر 2010. وأضاف السيد أغماني، أنه نظرا لأهمية التشغيل الذاتي في خلق فرص الشغل وأهمية المقاولات الصغرى في استراتيجيات التشغيل، ومهما بلغ نمو المقاولات المتوسطة والكبرى من أهمية، فإن سوق الشغل ستبقى غير كافية لاستيعاب وامتصاص طلبات الشغل المتزايدة خاصة في بعض المهن والحرف، وفي الاستجابة لحاجيات المواطنين في ما يتعلق بمجموعة من الخدمات والسلع. من جانبه، أوضح المدير العام للوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات السيد كمال حفيظ أن دعم خلق المقاولات الصغرى أصبح يأخذ طابعا إستراتيجيا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي البلدان الإفريقية نظرا لكون النسيج الاقتصادي لهذه الدول غير قادر على توفير فرص الشغل لكافة الشباب، على اعتبار أن هذه الدول تمركز أنشطتها الاقتصادية التي تخلق فرص الشغل في جهات معينة في تفاوت واضح مع باقي الجهات الأخرى. وبعد أن ذكر بمبادرات بعض الدول العربية ضمنها المغرب لتشجيع الشباب على خلق مقاولاتهم الذاتية، أكد السيد حفيظ أن الوكالة وشركائها انكبت على نواقص التشغيل الذاتي من خلال تنويع وتجديد أفكار المشاريع من خلال إنشاء أبناك جهوية طبقا لمقاربة تحديد القطاعات الواعدة ودراسة فرص المناولة على مستوى المقاولات الكبرى والإدارات والجماعات، ورصد الأنشطة التي يجب تطويرها من أجل مواكبة الأوراش المهيكلة والمشاريع الاقتصادية الكبرى، وتطوير الحس المقاولاتي وتنويع مصادر التمويل، وتوطيد الشراكة والتنسيق بين مختلف المتدخلين جهويا ومحليا، وتوسيع المواكبة وتحسين جودة التأطير. ونوه، بهذه المناسبة، بالدعم الذي تقدمه الجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل والبعد الاستراتيجي للشراكة بين هذه الأخيرة والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات من أجل دعم تشغيل الشباب في البلدان العربية عن طريق بلورة برامج وخدمات ناجعة وكذا تكوين مستشاري التشغيل ومواكبي حاملي المشاريع المقاولاتية بالمنطقة. من ناحيته، ذكر والي جهة مراكش-تانسيفت-الحوز السيد محمد امهيدية، بأن تشغيل الكفاءات بالمغرب يحظى بأهمية خاصة ضمن التوجيهات الملكية السامية، معتبرا أن هذا اللقاء يكتسي أهمية كبرى بغية تعزيز قدرات الشباب وإيجاد الحلول الناجعة لتشجيع الشباب على إحداث مقاولاتهم الخاصة وخلق مناصب شغل إضافية لتشغيل الشباب. وبعد أن أشار الى أن هذه الجهة عرفت إحداث 100 مقاولة من أصل 700 مشروعا، ذكر والي الجهة بالمعيقات التي تحول دون إحداث هذه المقاولات والتي تتجلى بالخصوص في ضعف الحس المقاولاتي وصعوبة التمويل وعدم توفر الوعاء العقاري لهذه الغاية. ودعت ممثلة الجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل السيدة آني غوفان، من جانبها، إلى ضرورة إحداث برامج عمومية استعجالية وناجعة لتقليص حدة الأزمة الاقتصادية وإنعاش الاقتصاد الوطني وإيجاد الموارد اللازمة من أجل مواجهة آفة البطالة وتشجيع الشباب خاصة حاملي الشهادات على خلق مقاولاتهم الذاتية. وبعد أن أكدت أن إنعاش التشغيل الذاتي يعد محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية، شددت السيدة آني على ضرورة مواكبة الشباب المقاول وحاملي المشاريع التنموية وتأهيل وتجديد الخدمات العمومية لتشغيل الكفاءات، معتبرة أن هذا اللقاء، الذي يجمع 300 مهنيا من 30 دول، يعد أرضية ملائمة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال تشغيل الكفاءات.