شكل موضوع " رأي الطلبة الأفارقة في الوحدة الترابية للمغرب" محور ندوة احتضنتها اليوم الاثنين كلية الحقوق بالمحمدية، أجمع خلالها هؤلاء الطلبة على ضرورة وضع آليات لدعم الوحدة الترابية للمغرب ومساندة مقترح الحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الجنوبية للمملكة. (من مراسل الوكالة بالمحمدية : سعيد رحيم) وأكد السيد امحمد الداسر عميد كلية الحقوق بالمحمدية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذه الندوة جاءت لتلبية رغبة الطلبة المنضويين تحت لواء كونفدرالية الطلبة الأفارقة بالمغرب، والذين ألحوا على ضرورة التعريف برأيهم الداعم لمغربية الصحراء. وأوضح أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة بالنظر إلى حجم الطلبة المسجلين بجامعة الحسن الثاني والذين يفوق عددهم ثلاث مائة طالبة وطالب وبالنظر أيضا إلى الرسالة التي يتطلع هؤلاء الطلبة إلى تبليغها للإخوة الأفارقة في بلدانهم الأصلية. وشمل برنامج هذه الندوة التي ساهم في تنظيمها مختبر الأبحاث حول الاقتصاد الاجتماعي والتنمية التضامنية التابع للكلية ثلاثة محاور قدمها طلبة أفارقة ينتمون إلى كونفدرالية الطلبة الأفارقة بالمغرب. وتطرق السيد رشيد ماتي من نيجيريا في هذا الصدد إلى محور "مساندة المغرب في وحدته الترابية لماذا وكيف?" توقف فيه عند الأهمية التي يكتسيها موضوع الصحراء المغربية بالنسبة للطلبة الأفارقة مؤكدا في نفس السياق على مفهوم السيادة الوطنية التاريخية للمملكة على مجموع التراب المغربي منذ مئات السنين. وقال إنه على الرغم من المكائد الاستعمارية التي حيكت ضد المغرب فإن المملكة استطاعت أن تتجاوز المأزق عبر مقترح الحكم الذاتي الموسع في أقاليمها الجنوبية الشيء الذي لقي ترحيبا دوليا واسعا خاصة على الصعيد الأفريقي. واعتبر السيد ماتي أن هذا المقترح يضمن حقوق كافة ساكنة الصحراء مبرزا كذلك حجم التنمية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأكد على أن المقترح المغربي قد فضح نوايا الأطراف المتورطة في هذا النزاع وعدم رغبتها في الحل السياسي التفاوضي معتبرا أن الموقف اليوم يستدعي دعم المقترح المطروح على طاولة المفاوضات وذلك عبر عدد من الآليات منها أساسا عقد لقاءات تواصلية وندوات إعلامية وفكرية وثقافية وتنظيم رحلات في هذا الإطار إلى البلدان الإفريقية وإغناء المكتبات والخزانات وخلق لجان إفريقية للتضامن مع الوحدة الترابية للمغرب. ومن جانبه، قدم السيد سيدي محمود وانغارا من مالي قراءة في مشروع الحكم الذاتي بالصحراء المغربية نوه فيه بهذا المشروع الذي حظي بإجماع المكونات السياسية والمجتمعية بالمغرب، والذي يستمد قوته ومقوماته من المرجعيات الأممية التي تضمن لساكنة الصحراء كل الحقوق بدون أي تمييز في إطار السيادة الوطنية للمغرب. وأبرز من جهة أخرى الإرادة القوية للمغرب من أجل طي هذا الملف الذي عمر أزيد من ثلاثين سنة، وكذا التحاق عدد من الأطر بالوطن الأم بعد فرارها من جحيم تيندوف . واستعرض السيد أمادو ساو من غينيا في سياق عرضه الذي تمحور حول "المسيرة الخضراء: معجزة القرن" الوضع المتميز الذي يحظى به المغرب على الصعيد الإفريقي باعتباره من أهم البلدان التي ظلت عبر التاريخ تناهض الوجود الاستعماري في القارة السمراء. وأبرز في هذا الصدد قدرة جلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء على تحرير الأقاليم الجنوبية للمغرب سنة 1975 عن طريق مسيرة سلمية شعارها القرآن والعلم الوطني مشيرا إلى القوة والدلالات الرمزية لهذه المسيرة وما خلفته من آثار إيجابية على شعوب القارة وعلى الشعوب الإسلامية. واعتبر أن يوم سادس نونبر 1975 تاريخ انطلاق المسيرة الخضراء التي شارك فيها العديد من الأفارقة إلى جانب ال350 ألف مواطن مغربي أصبح يوما مقدسا بالنسبة لهؤلاء الأفارقة كما هو الشأن بالنسبة لعموم المغاربة. وتوقف السيد أمادو ساو عند قرار المحكمة الدولية في لاهاي كما أشار إلى صيانة المملكة لأراضيها منذ أزمنة بعيدة وبقائها في منأى من التدخلات الأجنبية. ومقارنة مع ما حصل في العديد من البلدان خاصة الإفريقية منها، قال المحاضر إن المغرب يعتبر البلد الوحيد الذي استطاع بفضل المسيرة الخضراء استرجاع أراضيه المغتصبة بدون إراقة دماء، واصفا ذلك ب` "المعجزة". وأعرب المتدخلون الأفارقة في هذه اللقاء عن إيمانهم القوي بعدالة القضية الوطنية المغربية والوحدة الترابية للمملكة متعهدين بالعمل على إشاعة هذه العدالة لدى أشقائهم في بلدانهم الأصلية وبالخصوص مع هيئاتهم الدبلوماسية الرسمية أو الموازية. واستهل المنظمون هذه التظاهرة -- بعرض شريط وثائقي تحت عنوان "العبودية في مخيمات تيندوف".