قال السيد محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) اليوم الثلاثاء بالرباط، إن الترجمة تلعب دورا هاما باعتبارها أداة للمعرفة والحوار وتعزيز قيم الاحترام والانفتاح على الآخر. وأوضح السيد ابن عاشور في كلمة خلال افتتاح الندوة العلمية حول "الترجمة أداة للحوار بين الثقافات" المنعقدة في إطار حفل تسليم جائزة "ابن خلدون - سنغور للترجمة في العلوم الإنسانية برسم سنة 2010 "، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن الترجمة مرتبطة بسياسة الحوار بين الثقافات، إذ تساهم في الانفتاح على الحضارات الأخرى. وأضاف السيد ابن عاشور خلال هذا الحفل الذي حضره أيضا السادة بنسالم حميش وزير الثقافة، ومحمد علي أبو ليمان المستشار الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، أن موضوع هذه الندوة يدعو إلى استحضار التاريخ وتبيان أن الصلة بين الترجمة وسياسة الحوار بين الثقافات لم يكن أمرا تابثا عبر الأزمنة، مشيرا إلى أن الترجمة اقترنت عبر العصور في الغالب بمواقف تتأرجح بين التحفظ وانتقاد الآخر بسبب المجالات التي اقتحمتها. وبهذه المناسبة أعرب السيد ابن عاشور عن امتنانه لتنظيم هذه الندوة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، معتبرا ذلك دليلا على الاختيارات الحضارية للمملكة المغربية. ومن جهته أكد السيد حميش، أن تاريخ الترجمة شكل منعطفا هاما في حياة الثقافة العربية، مذكرا في هذا الصدد بتاريخ هذه الترجمة خاصة في العقدين الأولين للقرن الثاني للهجرة الذي تأسس فيه "بيت الحكمة" بأمر من الخليفة العباسي المأمون. وأبرز السيد حميش أن الفضل في حركية الترجمة يعود بالأساس فضلا عن الخليفة العباسي المأمون، إلى الخليفة أبو يعقوب يوسف الموحدي الذي كان لابن رشد، مفكر هذه الفترة، مكانة خاصة لديه بعد أن قدمه له ابن طفيل. وذكر أن الترجمة انصبت أساسا في العالمين العربي والإسلامي على الفكر اليوناني وشخصياته وما وصل إليه هذا الفكر من عقلانية خاصة الفكر الأرسطي، مبرزا أن الترجمة مكنت العرب من الاحتكاك بأعلام القرن الخامس قبل الميلاد الذين تفتقت فيه عبقرية اليونان كسقراط وأفلاطون وجالينوس. وخلص السيد حميش إلى أن الترجمة تبقى عنوانا للتواصل بين الثقافات والحضارات، ولولاها لما كانت هناك أعلام خلدت لحظات في تاريخ الفكر الإنساني كالكندي والفرابي وابن سينا وابن رشد. ويتضمن برنامج هذه الندوة العلمية، التي سيتم في ختام أشغالها مساء اليوم تسليم جائزة "ابن خلدون - سنغور للترجمة في العلوم الإنسانية برسم 2010" بحضور الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية السيد عبدو ضيوف ، محاور تتعلق ب "تاريخ وأعلام الترجمة من العربية إلى الفرنسية" و"الترجمة من العربية إلى الفرنسية: الصعوبات والآفاق". وتتميز هذه الندوة بمشاركة ثلة من الأساتذة والباحثين والخبراء من عدة بلدان.