تم الاحتفاء بمراكش، المدينة الأسطورية التي تأسر خيال السياح والفنانين بغنى تاريخها وعبق عطورها وألوانها، خلال أمسية فخمة نظمت يوم أمس الإثنين بلندن، بحضور سفيرة المغرب في المملكة المتحدة، الشريفة للاجمالة العلوي، ووزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد ياسر الزناكي. وشكلت الأمسية التي عرفت مشاركة ثلة من الشخصيات، من عوالم السياسة والأعمال والفن والإعلام، مناسبة لاكتشاف الموروث العريق للمدينة الحمراء في كامل بهائها، ضمن إطار حميمي مزدان بملذات المطبخ المغربي والموسيقى العريقة للمملكة. وباهتمام بالغ، تابع الحضور عرضا للأزياء يبرز محاسن وروعة القفطان المغربي الأصيل. وتندرج هذه الأمسية في إطار الحملة التواصلية "ريد باي مراكش"، التي أطلقها المكتب الوطني المغربي للسياحة بغية التعريف بالهوية الفريدة لمراكش، كواحدة من بين أهم الوجهات السياحية في المغرب. وفي إطار هذه العملية، التي استهدفت بعض الأسواق المصدرة، من قبيل إيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، تم وضع ثلاثة أبواب ضخمة حمراء اللون في ثلاث مناطق استراتيجية بالعاصمة البريطانية، بغية جذب اهتمام المارة ودعوتهم إلى اكتشاف مختلف مؤهلات هذه المدينة المغربية العريقة. وتروم حملة المكتب الوطني المغربي للسياحة، فضلا عن إظهار خاصية مراكش باعتبارها مهدا للتقاليد والتراث الثقافي والهندسي المغربي، بث صورة مدينة حديثة وعالمية. وعبر السيد الزناكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحه للنجاح الكبير لهذه العملية، مشيرا إلى أن أمسية "مراكش الحمراء" (ريد مراكش) تتوخى إظهار جمال وغنى الثقافة والأصالة المغربيتين. وقال السيد الزناكي، إن الأمر يتعلق بعملية تندرج في إطار مجهود طويل الأمد يجيب على برنامج طموح لتسويق صورة المغرب عبر العالم، لاسيما على مستوى السوق البريطانية، مذكرا بأن هذا السوق حقق هذه السنة أكبر تقدم في أوروبا. وأضاف "إنها نتيجة جهود مماثلة نعتزم مواصلتها في المستقبل". وفي الواقع، أكدت أرقام تم الإعلان عنها مؤخرا المنحى التصاعدي للتوافد وليالي المبيت المسجلة قدوما من بريطانيا. وحسب هذه الأرقام، سجل المغرب في شتنبر الأخير 139 ألف و880 ليلة مبيت انطلاقا من المملكة المتحدة، مقابل 78 ألف و405 خلال نفس الشهر من السنة الماضية، أي بارتفاع قوي نسبته 78 بالمائة. ومن جهتها، سجلت أعداد القادمين من المملكة المتحدة، 40 ألف في شتنبر 2010 مقابل 25 ألف في نفس الشهر من سنة 2009، أي بارتفاع نسبته 55 بالمائة. وتأتي هذه النتائج في وقت لا زال فيه الاقتصاد البريطاني يجتاز أزمة مالية حادة دفعت حكومة الوزير الأول، دافيد كاميرون، إلى إقرار تخفيضات هامة في الميزانية ابتداء من شهر أبريل 2011. ومن جهتها، أكدت عمدة مدينة مراكش، السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، أنها "ممتنة" لمصاحبة جهود المكتب الرامية إلى تطوير مدينة وجهة مراكش. واعتبرت أن السوق البريطانية تتوفر على إمكانيات حقيقية بالنسبة للمدينة الحمراء. وأشادت المسؤولة بالقرار الذي اتخذ، أمس الإثنين، من طرف شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش آيرويز)، بشأن إطلاق ثلاث رحلات أسبوعية في اتجاه مراكش انطلاقا من مطار غاتويك (جنوب شرق لندن)، ابتداء من شهر مارس المقبل. وقالت السيدة المنصوري، إن مراكش ينتظرها مستقبل زاهر. وعبر السيد حميد نرجس، رئيس مجلس جهة مراكش -تانسيفت - الحوز، عن نفس وجهة النظر، مشيرا إلى أن الجهة شهدت خلال السنوات الأخيرة استثمارات هامة، لاسيما في قطاعات الفندقة والبنيات التحتية الفندقية. وقال إن السوق البريطانية الواعدة تظل من بين المناطق الهامة الواجب استكشافها بغية تدعيم توافد السياح على مدينة مراكش، معبرا عن دعمه للتدابير المتخذة من طرف المكتب الوطني المغربي للسياحة بغية تطوير مدينة مراكش وجهتها. وأكد أن المعرض الدولي للسياحة، الذي تنعقد دورته ال` 31 حاليا بالعاصمة البريطانية، يمنح مناسبة مواتية لتسليط الضوء على مؤهلات المدينة وجهة مراكش.