أكد مشاركون في ندوة حول "الجهوية الموسعة والحكم الذاتي" نظمت، اليوم الجمعة بالرباط، أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تمثل حلا وسطا للنزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية. وأوضح السيد البشير الدخيل، قيادي سابق بجبهة البوليساريو ورئيس جمعية منتدى البدائل، في هذا اللقاء الذي نظمه ائتلاف الشباب المغربي بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للمسيرة الخضراء، أن مقترح الحكم الذاتي يعد حلا وسطا منسجما مع قرارات الأممالمتحدة الداعية إلى إيجاد حل سياسي لقضية الصحراء. وأضاف السيد الدخيل في مداخلته بعنوان "الجهوية الموسعة والحكم الذاتي، قراءة في المقترحات المغربية"، أن هذه المبادرة جاءت في الوقت الذي تعرف فيه المنطقة حالة من الجمود في ما يتعلق بحل النزاع، مبرزا أن المشروع المتعلق بالجهوية الموسعة والحكم الذاتي يعتبر "مكسبا ليس للصحراويين فقط وإنما لكل المغاربة". وذكر السيد الدخيل أن الجهوية تعد أحد المكونات، إلى جانب التعددية واحترام الخصوصيات المحلية، للأنظمة السياسية الديمقراطية، مشيرا إلى أن النظام السياسي لا يمكن أن يكون ديمقراطيا إلا بمراعاة خصوصيات الجهات. وفي معرض حديثه عن التطورات التي عرفها ملف الصحراء، أكد المتدخل أن المغرب عمل منذ 1956 على حل قضية الصحراء، مشيرا إلى أن المسيرة الخضراء، التي تعد "مسيرة عبقرية شارك فيها شعب بكامله، وضعت حدا للاستعمار الإسباني بالصحراء". من جهته، أكد السيد محمد أتركين، أستاذ بجامعة الحسن الأول، أن مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية تشكل تجاوزا للمأزق الذي يعرفه نزاع الصحراء الذي تم تدويله وتدبيره بأجندة غير وطنية. واستعرض السيد أتركين، في مداخلة بعنوان "مبادرة الحكم الذاتي، دروس التجارب المقارنة وسيناريو الحل السياسي لنزاع الصحراء"، أن التجارب الدستورية المتعلقة بالحكم الذاتي تنطلق من اعتبار هذا الأخير كآلية لإدماج المطالب الوطنية والقومية، وتجسيد توافق الأطراف السياسية، وتقديم حل وسط بين المركز والنزعات الانفصالية. وتطرق المتدخل، في هذا الإطار، إلى تجارب كل من إسبانيا وإيطاليا في مجال الجهوية والحكم الذاتي، مشيرا إلى أن هناك خصوصيات في هذه التجارب بالنسبة لكل واحدة منهما. أما السيد نذير مومني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، فقد تناول المحاور المتعلقة بمقترح الحكم الذاتي المغربي، مبرزا أن هذا المقترح لا زال في مرحلة مبادرة ولم ينتقل بعد إلى مستوى نظام قائم. وذكر السيد مومني، في مداخلته بعنوان "تقييم مبادرة المغرب المتعلقة بالحكم الذاتي على ضوء الميثاق الأوروبي للحكم الذاتي الجهوي"، أن المبادرة المغربية تعتبر منسجمة مع المعايير الدولية لتجربة الحكم الذاتي. وأضاف أن هناك تشابها كبيرا في ما يتعلق ببعض النقاط المطروحة في إطار المبادرة المغربية مع تجربة إسبانيا في هذا المجال، وخاصة في ما يتعلق بالمقتضيات المرتبطة بوضعية ممثل الدولة بالجهة، والاختصاصات والصلاحيات المخولة لهذه الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة تندرج في إطار الدورة الأولى لتظاهرة "مسارات 2010" التي ينظمها ائتلاف الشباب المغربي تحت شعار "سفر عبر التاريخ، استشراف للمستقبل"، وذلك تزامنا مع ذكرى المسيرة الخضراء. ويشمل برنامج هذه التظاهرة عدة أنشطة من بينها تقديم شهادات حول المسيرة الخضراء من طرف شخصيات من عالم السياسة والفن والإعلام، وعروض وتظاهرات فنية أخرى.