بعذوبة صوت ساحرة، شدَت الفنانة بصنائع من نوبات مطروز، مزجت ببراعة بين العربية والعبرية والإسبانية، برفقة الفرقة الموسيقية "المرحوم عبد الكريم الرايس"، وأمتعت بجمالية الحضور وروعة الأداء. فقد تألقت فرانسواز، الفنانة الفرنسية ذات الأصول المغاربية اليهودية، مساء أمس الجمعة على خشبة باب المنزه، وشدَّت بجمالية إنشادها جمهور مهرجان الأندلسيات الأطلسية الذي صفق بحرارة للإبداع المتميز الذي نضحت به مقاطع المطروز، ذلك الفن القائم على براعة الكلمات المحبوكة، في تماه مستوحى من غدير الفن الأندلسي متعدد المشارب. أصول الفنانة المتعددة كان لها حضور بيِّن في أدائها الفني المتميز، فقد جمعت المقاطع التي تمتح من ريبرتوار المطروز المغربي اليهودي الإسباني في تناسق كبير بين، لتنسج خيطا وثيقا لا تنفصل أوتاره. وقد استضافت فرانسواز المطرب عبد الرحيم عبد المومن، أحد الأصوات الشابة والمتميزة في عالم الموسيقى الأندلسية بالمغرب، ليؤدي الفنانان دويتو غنائيا توحدت فقراته، لتذكر بالأصول المشتركة للطرب الأندلسي. وتعد الفنانة فرانسواز أطلان أحد الأصوات القوية التي تميزت في أداء أغاني التراث العربي اليهودي الأندلسي، وتتم استضافتها في عدد من المنصات الموسيقية العالمية خاصة في كارنيجي هول بنيويورك، والمهرجان الدولي لمكسيكو ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس. فبفضل ثقافتها المزدوجة وقوة صوتها وأسلوبها المميز في الأداء، استطاعت الفنانة المتخصصة في دراسة العلوم الموسيقية، أن تمتح من أصولها المغاربية اليهودية من تراث صوتي موسيقي متوسطي، وتمكنت من الحصول على عدد من الجوائز ذات الصيت العالمي بعدد من العواصم. أما الفنان عبد الرحيم عبد المومن، المتخصص في الإنشاد الصوفي، المزداد سنة 1980، فقد ترعرع في أجواء الزوايا الصوفية بمدينة طنجة، وتمكن بفضل موهبته من اكتشاف عالم الموسيقى الأندلسية، وله تجربة متميزة بالمغرب وخارجه، في أداء الموشحات الأندلسية. يذكر أن برنامج مهرجان الأندلسيات الأطلسية يستضيف هذه الدورة عددا من الفنانين الذين برعوا في أداء ريبرتوار الكلمات المنسوجة والأشعار المحبوكة، التي تزين فن المطروز العربي اليهودي الإسباني.