أكد الخبير المغربي السيد عبد الرحيم دينار رئيس قسم الأنشطة المنجمية بوزارة الطاقة والمعادن على ضرورة رصد الموارد الكافية من أجل تكثيف البحث والتنقيب المعدني في المنطقة العربية، وتوفير جملة من الدعامات لجعل هذا القطاع يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. وقال السيد دينار، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أمس الأربعاء بطرابلس عقب اختتام أشغال المؤتمر العربي الحادي عشر للثروة المعدنية، أن الأوراق العلمية والعروض، التي ألقيت خلال هذا المؤتمر، بينت هزال الموارد المالية المرصودة للبحث والتنقيب المعدني في البلدان العربية مقارنة مع الآمال المعقودة على القطاع. وأكد، في هذا السياق، أن كل المؤشرات تدل على أن المنطقة العربية تزخر بثروات معدنية هائلة ما تزال في حاجة إلى الاستكشاف. وشدد الخبير المغربي، في هذا الصدد، على ضرورة إنجاز مشاريع تنموية في هذا القطاع، خاصة في مجال التحويل؛ أي في مجال تصنيع المواد المعدنية، معتبرا أنه "من غير المعقول أن تظل البلدان العربية تصدر خامات معدنية تسويقية بخسة، بينما يمكن للصناعة التحويلية أن تمكنها من إنتاج مواد ذات قيمة مضافة عالية جدا وكذلك ذات قدرة تنافسية كبيرة في السوق". ومن جهة أخرى، دعا إلى أن تعمل البلدان العربية على توحيد الأنظمة التشريعية وتبسيط المساطر المنظمة لهذا القطاع، باعتبار ذلك من الدعامات الثابتة، التي يتوجب أن يقوم عليها تطوير القطاع المعدني وزيادة حجم الاستثمار فيه. وأضاف أن دعامة الدعامات في تنمية هذا القطاع تكمن في رصد الموارد المالية الكافية لتكثيف البحث والتنقيب المعدني، وجعله من العوامل الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. وعلى صعيد آخر، ثمن السيد دينار المشاركة المغربية في هذا المؤتمر، مشيرا إلى أن الوفد المغربي ضم ممثلي جميع الفعاليات المتدخلة في النشاط المنجمي، من وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والمؤسسات العمومية ممثلة في المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن والمهنيين ممثلين في جامعة الصناعات المعدنية المغربية، بالإضافة إلى القطاع الخاص ممثلا في مجموعة "مناجم" التي لها إشعاع دولي في مجال تنمية المناجم خاصة على الصعيد الإفريقي، فضلا عن عدد من الخبراء والباحثين المغاربة. واعتبر رئيس قسم الأنشطة المنجمية بوزارة الطاقة والمعادن أن الأوراق التي قدمها المتدخلون المغاربة خلال هذا المؤتمر كانت "غنية جدا" وتناولت العديد من المواضيع، من ذلك واقع وآفاق الصناعة المعدنية بالمملكة، والخريطة الرقمية المعدنية للبلدان العربية، فضلا عن الترويج للمشاريع المعدنية التي تم استكشافها من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، ودور الجيوفيزياء والاستشعار عن بعد في تنمية البحث والتنقيب المعدني. يذكر أنه شارك في هذا المؤتمر، الذي تواصلت أشغاله على مدى ثلاثة أيام، عدد كبير من المسؤولين وممثلي الهيئات والمؤسسات والجامعات والمراكز البحثية والعلمية العربية والاتحادات والمنظمات والشركات وجمع من المهندسين والباحثين والمختصين من كافة الدول العربية. وقد اختتم هذا المؤتمر أشغاله بإصدار عدد من التوصيات لتنمية القطاع المعدني بالبلدان العربية، منها توصية بإنشاء بنك معلومات بالمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين؛ يضم البيانات الجيولوجية والتعدينية والصناعية المعدنية للبلدان العربية.