أكد وزير التشغيل والتكوين المهني، السيد جمال أغماني، أمس الأربعاء بسطات، أن التحولات العميقة لسوق الشغل تتطلب مقاربة جديدة لإعداد الكفاءات. وقال السيد أغماني، في كلمة خلال لقاء نظمته الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بشراكة مع ولاية جهة الشاوية-ورديغة حول موضوع "التشغيل غدا : الاحتياجات، المهن، والقطاعات"، إن هذا اللقاء يسعى إلى استيعاب الاحتياجات في مجال التشغيل بالجهة استنادا لنتائج دراسة استكشافية لكفاءات الجهة على المديين القصير والمتوسط، أنجزها مؤخرا مركز للدراسات. وأوضح، في هذا الصدد، أن نتائج هذه الدراسة التي همت 300 مقاولة بالجهة ليست نهائية، وتظل مفتوحة قصد تحيينها. وأضاف أن الدراسة تقدم، على الخصوص، مؤشرات حول احتياجات المقاولات التي شملها الاستطلاع من الموارد البشرية، مبرزا قرار إشراك المهنيين في تدبير مؤسسات التكوين وبلورة برامج قصد المواءمة الفعلية بين التكوين والتشغيل واحترام معايير الجودة في مجال التكوين. وأبرز الوزير أن جهة الشاوية-ورديغة، التي لم تعد جهة فلاحية فحسب وإنما صناعية أيضا بالنظر إلى العدد المتنامي للمقاولات الصناعية التي تم إحداثها بها، مدعوة إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الوطنية والأجنبية خلال السنوات المقبلة. واعتبر والي جهة الشاوية-ورديغة وعامل إقليمسطات، السيد محمد اليزيد زلو، من جهته، أن من شأن هذا اللقاء إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر بين مسؤولي القطاعات الحكومية، والمنتخبين، والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، والفاعلين الجمعويين قصد بلورة استراتيجية تشغيل تواكب الدينامية الاقتصادية التي ستعرفها الجهة خلال السنوات المقبلة. وأبرز السيد زلو أنه من أجل كسب رهان التشغيل على المستوى الجهوي، يتعين بلورة استراتيجية للتشغيل على أساس دراسات ميدانية موضوعية قصد مواكبة أفضل للإقلاع الصناعي الذي تعرفه جهة الشاوية-ورديغة. من جانبه، قدم المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، السيد حفيظ كمال، عرضا مفصلا حول الخدمات التي تقدمها الوكالة للباحثين عن الشغل، وتوسيع وتحديث شبكتها التي بلغت 74 وكالة و500 مستشار في التشغيل، والخدمات المقدمة للمشغلين، والمواكبة في عملية التوظيف والمساعدة قصد الاستفادة من التدابير المتخذة في مجال التشغيل (برنامج إدماج، وبرنامج تأهيل). كما قدم السيد كمال نظرة حول تطور عمليات الدمج في إطار برنامج (إدماج) بجهة الشاوية-ورديغة، مبرزا المنحى التصاعدي الذي عرفته ما بين سنتي 2003 و2009. وتميزت أشغال هذا اللقاء الذي ضم مجموع الفاعلين الاقتصاديين الجهويين والذي حضره أيضا عامل إقليم بنسليمان، السيد محمد فتاح، بتقديم مداخلات في إطار مائدتين مستديرتين حول "التشغيل المأجور: أية مواكبة لمشروع التنمية الجهوية"، و"العمل المستقل .. رافعة لتعزيز النسيج الاقتصادي بالجهة". وتم على هامش هذا اللقاء تدشين فرعين للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بسطات وبرشيد.