أشاد المشاركون في الندوة الدولية التي احتضنتها الرباط مؤخرا، تخليدا للذكرى المئوية لرحيل الشيخ ماء العينين ،بالدور الهام والرائد الذي يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس في إشاعة قيم التسامح والاعتدال والتعايش بين الحضارات والأديان والدفاع عن قيم العدل والسلم الدوليين ومناصرة القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وسجلوا في (إعلان السمارة) ،الذي صدر في ختام هذه الندوة، التي نظمها على مدى يومين (منتدى السمارة لحوار الحضارات)، ب"اعتزاز الدينامية التي يشهدها المجتمع المغربي، القوي بمؤسساته والحر في اختياراته، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، التي تعد ضمانة أساسية لنجاح كل مشروع يتطلع إلى المساهمة في مسار الانفتاح على الآخر ومجادلته بالحسنى وفق أسلوب ينتصر لقيم المحبة والوئام ويرفض كل أشكال التطرف وينبذ الانفصال ويكرس قيم الحق والعدالة والمساواة". من جهة أخرى، أشاد المشاركون، الذين انكبوا خلال هذا اللقاء على استعراض تراث الشيخ ماء العينين، واستقراء ما خلفه من علوم ومتون في مختلف مناحي الفكر والفقه والأدب، بقيمة هذا العالم المجتهد والباحث المتقن والرائد المجدد، مؤكدين مشاطرتهم لرؤيته الثاقبة في إشاعة فضائل الحوار والتآخي والتقريب بين الأفكار لما فيه خير الإنسانية جمعاء. ودعا المشاركون الدارسين ورجال العلم والباحثين إلى استلهام عبر هذه الذكرى لتكريس روح الحوار الرصين في معالجة القضايا الراهنة. كما ثمنوا مبادرة المنتدى لترشيح مدينة السمارة، حاضرة العلم والمعرفة في الصحراء المغربية، لتستعيد إشعاعها الفكري والروحي بجعلها ملتقى لإشاعة فضائل الحوار بين الباحثين والمفكرين ورجال العلم والدين، من أتباع الديانات السماوية، المؤمنين بقيم وحدة الأمم والمدافعين عن استقرارها، معربين عن استعدادهم للانخراط في كل المبادارت التي يطرحها (منتدى السمارة لحوار الحضارات) في هذا الإطار. ورحب المشاركون بعزم المنتدى على الدعوة للقاءات بمدينة السمارة بين نخبة من العلماء والمفكرين للتداول في مختلف القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني والدولي، وذلك مساهمة من المنتدى في تكريس ثقافة الحوار والتقريب بين الرؤى والأفكار ودعم جهود التفاهم والسلام بين الأمم، وذلك بحكم موقع المملكة المغربية الجغرافي وإشعاعها الإقليمي والدولي، الذي يؤهل مؤسساتها، الرسمية والأهلية،للاضطلاع بأدوار رائدة في هذا الاتجاه.