جيرونس، أمس الجمعة بإشبيلية، أن جهة الأندلس الإسبانية يمكن أن تضطلع بدور رئيسي في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب الذي حقق تقدما كبيرا في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأبرزت مديرة المؤسسة، في عرض حول موضوع "مستقبل العلاقات بين الأندلس والمغرب في إطار الاتحاد من أجل المتوسط" قدمته أمام المشاركين في المؤتمر السابع والعشرين لصحافيي مضيق جبل طارق الذي افتتح أول أمس الخميس بإشبيلية، أن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي سجلت منذ سنة 2008 قفزة نوعية، مذكرة بأن المملكة تعد أول بلد بالمنطقة يحظى بالوضع المتقدم داخل هذه المجموعة الأوروبية. وأشارت إلى أن كل ذلك تحقق بفضل الإصلاحات التي باشرتها المملكة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكذا بفضل التقدم المسجل في مجال حقوق الإنسان. وبعد أن ذكرت بالروابط الجغرافية والتاريخية بين شعوب الضفتين، أوضحت السيدة إلفيرا سانت- جيرونس أن الأندلس يمكن أن تقوم بهذا الدور في إطار تقوية العلاقات بين المملكة والاتحاد الاوروبي "كمنطقة تقع في الحدود الجنوبية لأوروبا، والمغرب كبلد يقع على الحدود الشمالية لإفريقيا". وأضافت أن المغرب يعد أول مستفيد من التمويلات الأوروبية في المنطقة في إطار سياسة حسن الجوار مما يجعله أحد الشركاء المفضلين. وقالت "هناك مصالح سياسية مشتركة تجمعنا وتتمثل بالخصوص في المعركة ضد التطرف والإرهاب في منطقة الساحل والهجرة السرية"، مؤكدة أن المغرب مستعد لمواصلة ترسيخ مكانته بأوروبا، لكن يتعين على هذه الأخيرة أن تقدم له الدعم المالي الضروري. وأشادت مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث بالجهود التي يبذلها المغرب من أجل تنفيذ الوضع المتقدم، مؤكدة أنه يمكن لجهة الأندلس أن تضطلع في هذا الصدد بدور هام حتى داخل الاتحاد من أجل المتوسط. وأبرزت الدور الذي تقوم به المؤسسة في هذا الاتجاه على المستويين الإنساني والثقافي منذ أزيد من عشر سنوات. ومن جانبه، أوضح الأكاديمي أليخاندرو ديل فالي غالفيز في مداخلة حول "تحليل انعكاسات الرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي على العلاقات الإسبانية المغربية" أن الرئاسة الإسبانية اضطلعت خلال النصف الأول من السنة الجارية بدور لا يستهان به في تطوير العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي. واعتبر الأكاديمي أن حصيلة هذه الرئاسة حلوة ومرة، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك "نجحنا في تحقيق هدف أول يتمثل في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة الذي يعتبر أولوية بالنسبة للضفتين الشمالية والجنوبية". وأكد أن المغرب وإسبانيا يقيمان "علاقات مثلى" بفضل الاتحاد الأوروبي. وبعد أن ذكر بمعاهدة الصداقة والجوار والتعاون لسنة 1991، أوضح السيد غالفيز أنه على الرغم من التوترات التي قد تظهر بين الحين والآخر فإن العلاقات بين البلدين "والتي كانت صعبة في بعض المجالات لا سيما الفلاحة والصيد البحري والهجرة، لم تعد كذلك بفضل الاتحاد الاوروبي الذي تدخل كمسهل للعلاقات الثنائية". وخلص الأكاديمي إلى أنه "كلما كانت العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والمغرب جيدة كلما كانت أفضل بين المغرب وإسبانيا أيضا". وتنظم هذا المؤتمر السابع والعشرين، من 21 إلى 24 أكتوبر بمقر مؤسسة الثقافات الثلاث، جمعية الصحافة بمضيق جبل طارق بتعاون مع الجمعية المغربية للصحافة التي يوجد مقرها بتطوان.