قدم الأطفال البرلمانيون، اليوم الأربعاء ببوزنيقة، مقترحات وحلولا عملية من أجل المحافظة على البيئة، وذلك بناء على نتائج المسح حول وضعية البيئة بمختلف جهات المملكة الذي أنجزوه خلال السنة الجارية. وتتوزع هذه المقترحات، التي عرضتها لجنة التحكيم التابعة لبرلمان الطفل في إطار اليوم الثالث لأشغال الدورة الوطنية السابعة لبرلمان الطفل المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، ما بين إجراءات الوقاية، والتوعية والتحسيس، والواجبات، والمطالب، وتهم بالأساس مجالات التربية والتكوين والصحة والمشاركة والحماية. وتتمثل إجراءات الوقاية، على الخصوص، في المشاركة في غرس الأشجار والحفاظ عليها، وعدم تلويث المرافق المدرسية والمياه، وتشجيع الانخراط في النوادي المدرسية المهتمة بالبيئة، وتواكبها تدابير للتوعية والتحسيس من خلال نشر ثقافة بيئية، والاحتفاء بالمناسبات والأعياد الخاصة بالبيئة، واعتماد يوم وطني للبيئة، ويوم وطني بدون وسائل النقل. أما مطالب الأطفال فتتمثل أساسا في إدماج البيئة في المقررات المدرسية وأنشطة المخيمات، وإبعاد المصانع عن المنازل والمؤسسات التعليمية، وإنشاء صندوق لجمع التبرعات للتكفل بالبيئة، ومحاربة وسائل النقل الملوثة، واعتماد الطاقات المتجددة وتبني مشاريع بيئية صحية، ووضع استراتيجيات لمعالجة النفايات والقضاء على المطارح. ويرى حوالي نصف الأطفال المشاركين في المسح أن أطفال دوائرهم غير واعين بالبيئة، ويقل هذا الوعي بالوسط القروي، مقارنة مع نظيره الحضري، فضلا عن وجود خصاص في المؤسسات البيئية وتمركز إقامة الأوراش البيئية على قلتها في المدارس وغيابها في كل من الحي والجماعة. كما أجمع الأطفال على وجود تدهور شديد للبيئة. وجاءت نتائج هذا المسح كثمرة للاستمارات الفردية للأطفال البرلمانيين الخاصة بوضعية البيئة المعبأة خلال الدورات الجهوية الثانية لبرلمان الطفل برسم 2010 بناء على الدراسات الميدانية التي أنجزوها، تلبية للمبا درة الكريمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء الرامية لجعل البيئة ضمن أولويات برلمان الطفل. وتقول الطفلة البرلمانية عضوة لجنة التحكيم أسماء جرجيني (جهة تادلة-أزيلال) في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن هذه الدراسات خلصت إلى أن الوضعية البيئية في البلاد في حاجة لنهوض سريع واهتمام فعال من قبل الجميع، بمن فيهم الأطفال، مضيفة أن برلمان الطفل يتناول موضوع البيئة خلال هذه الدورة في شموليته بعلاقة مع جميع القطاعات التي تمس الطفل سواء كتلميذ أو كمساهم في بناء المجتمع مستقبلا. من جانبه، يعتبر الطفل البرلماني عضو لجنة التحكيم رضا آيت وغاض (جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء) أن برلمان الطفل تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على البيئة، لأنه الأقرب لفئة الأطفال التي تشكل نسبة هامة في المجتمع ومؤهل بشكل أكبر لتوعيتها بيئيا، باعتبارها تمثل أجيال الغد ومستقبل البلاد. وتشمل أشغال اليوم الثالث للدورة أيضا تنظيم خمس ورشات حول وضعية البيئة في كل من "فضاءات التربية والتكوين" و"فضاءات الصحة" و"فضاءات الشباب والرياضة" و"وضعية البيئة بالمحيط الخارجي" و"وضعية البيئة والساحل". وكان الأطفال البرلمانيون، قد حددوا أمس الثلاثاء، عدة مبادرات رائدة في رصد وضعية حقوق الأطفال بمختلف جهات المملكة، من بينها مشروع لإعادة إدماج ضحايا الاستغلال الاقتصادي (كالطفلات الخادمات) في الحياة المدرسية (جهة الدارالبيضاء الكبرى)، وإحداث دكان داخل المدرسة تعود أرباحه للجمعيات الخيرية والأطفال المتخلى عنهم (جهة دكالة-عبدة). كما تشمل هذه المبادرات ربورتاجا أنجزته طفلة ضريرة حول وسائل تمدرس الكفيف (جهة تادلة-أزيلال)، إلى جانب مبادرات للتوعية بحقوق الطفل قام بها الأطفال البرلمانيون الصم لفائدة باقي أطفال هذه الفئة. وتتواصل أشغال الدورة الوطنية السابعة لبرلمان الطفل، المنظمة تحت شعار "العيش في بيئة سليمة .. حق والتزام"، إلى غاية 22 أكتوبر الجاري ببوزنيقة وستختتم بجلسة رسمية تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، يوم السبت المقبل، في مقر البرلمان .