انطلقت، صباح اليوم الإثنين ببوزنيقة أشغال الدورة الوطنية السابعة لبرلمان الطفل التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، وذلك تحت شعار "العيش في بيئة سليمة .. حق والتزام". ويتميز اليوم الأول لأشغال الدورة، المنظمة ما بين 17 و23 أكتوبر الجاري، بتنظيم جلسة عامة يتم خلالها تقديم التقرير التركيبي للدورات الجهوية لبرلمان الطفل برسم 2010 وانطلاق أشغال الورشات لتحديد الأولويات الوطنية للطفولة، اعتمادا على نتائج استمارات المسح الخاصة بحقوق الطفل، وكذا الدراسات الميدانية المنجزة من قبل الأطفال بمختلف الدوائر الانتخابية. وسيتم تحديد هذه الأولويات باعتماد منهجية عمل ترتكز على دينامية المجموعات والتنشيط التفاعلي، وذلك من خلال خمس ورشات حول "الطفل والتربية" و"التكوين والطفل والصحة" و"الطفل والبيئة" و"الطفل والحماية" و"تفعيل برلمان الطفل محليا وجهويا". وستقوم لجنة التحكيم المنبثقة عن برلمان الطفل بناء على هذه الأشغال باستخراج المحاور الرئيسية والقطاعات المعنية بالأسئلة التي سيطرحها الأطفال البرلمانيون على أعضاء الحكومة في جلسة رسمية تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، وذلك يوم 23 أكتوبر الجاري بمقر مجلس النواب. وأكد وزير الشباب والرياضة السيد منصف بلخياط، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة، أن برلمان الطفل يعتبر مؤسسة ترسخ قيم النزاهة والمواطنة وأداء الأمانة لدى الأطفال البرلمانيين. كما أعرب عن تفاؤله بالمستقبل الواعد للبلاد من خلال هذه الفئة من الأطفال الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الكبرى في توجيه رسائل باسم جميع الأطفال للحكومة، مؤكدا أن هذه الأخيرة ملتزمة بتقديم أجوبة جادة لمساءلات الأطفال تحت قبة البرلمان يوم السبت المقبل. من جانبه، أعرب الكاتب العام لقطاع التعليم المدرسي السيد يوسف بلقاسمي عن اعتزازه بالأطفال البرلمانيين الذين يمثلون المدرسة المغربية، مما يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين والإداريين والأساتذة والتلاميذ حول كيفية تحقيق الأهداف السامية للتربية والتعليم تطبيقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأضاف السيد بلقاسمي أن شعار الدورة السابعة لبرلمان الطفل يتماشى مع مفهوم التنمية المستدامة ويعكس العمل الذي تم الانخراط فيه على مستوى المؤسسات التعليمية في إطار المشاورات الجهوية الخاصة بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. من جهته، أشاد المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل سعيد راجي بالعمل الجبار الذي قام به الأطفال البرلمانيون على المستويين المحلي والوطني خلال السنتين الماضيتين، من خلال مواصلة دراسات ميدانية جادة تعكس بعيون الأطفال وضعية حقوق الطفل في جميع أرجاء المملكة. وقال إن هذه الدراسات العلمية تعطي مصداقية لعمل الأطفال البرلمانيين الذين سينكبون خلال اليومين المقبلين على تحديد القطاعات الحكومية المعنية بالمساءلة يوم السبت المقبل، إلى جانب انخراطهم في في المحافظة على البيئة تلبية للمبا درة الكريمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء الرامية لجعل البيئة ضمن أولويات برلمان الطفل. وأشارت عضوة لجنة التحكيم ببرلمان الطفل سارة شاكير (جهة الرباطسلا زمور زعير)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الى أن هذه الدورة تتوج سنتين من العطاء والعمل الجاد للأطفال البرلمانيين خلال الدورتين الجهويتين الموضوعاتية والتكوينية وعبر الدراسات الميدانية، مؤكدة على ضرورة أن يعي الأطفال بدور برلمان الطفل كمنبر يتحدث باسمهم ويدافع عن حقوقهم. كما أبرزت الطفلة البرلمانية فاطمة الزهراء العيساوي (الجهة الشرقية) أن برنامج الدورة السابعة لبرلمان الطفل يتميز بغناه، معربة عن أملها في أن تستجيب الحكومة بشكل فعلي لتطلعات الأطفال، مما يعطي جدوى للعمل التحسيسي الذي يقوم به الأطفال البرلمانيون. وتروم هذه الدورة ترسيخ وتعزيز مكتسبات الأطفال البرلمانيين، على ضوء الدراسات الميدانية التي قاموا بإنجازها بكل الدوائر الانتخابية خلال الفترة الفاصلة بين انعقاد الدورات الجهوية الأولى التكوينية والدورات الجهوية الثانية الموضوعاتية لتشخيص وضعية الطفولة، استنادا إلى ما تحمله اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الطفل من حقوق وامتيازات لفائدة الأطفال. كما قام الأطفال البرلمانيون بإنجاز دراسات ميدانية لتشخيص وضعية البيئة، حيث سيتداول المشاركون في الدورة سبل انخراطهم الفعلي والفعال للمحافظة على البيئة، للإعلان عن انطلاق ورش وطني متواصل يشارك في تنفيذه أعضاء برلمان الطفل لهذا الفوج والأفواج القادمة عبر تسطير برامج تحسيسية وتوعوية بعدد من الفضاءات بإشراك جميع الأطفال والشباب والمؤسسات المركزية والجهوية والإقليمية. وستتميز هذه الدورة أيضا بتنظيم معرض وطني بمساهمة جميع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، لإبراز الأنشطة والانجازات التي قام بها الأطفال للمساهمة في حماية البيئة. وتتطلع هذه الدورة، حسب المرصد الوطني لحقوق الطفل، إلى فتح آفاق إشراك الأطفال البرلمانيين وتفعيل أمثل لدورهم محليا وجهويا، وترسيخ ثقافة التواصل والحوار، بمقاربة تشاركية مندمجة، لدعم جهود المملكة الرامية إلى النهوض بوضعية الطفولة والمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.