عقد السيد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج مساء أمس الاحد بمدريد لقاء تواصليا مع رؤساء وممثلي جمعيات الجالية المغربية المقيمة بمدينة مدريد وضواحيها. وتم خلال هذا اللقاء ، الذي يندرج في إطار زيارة العمل التي يقوم بها الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لاسبانيا إلى غاية يوم 20 أكتوبر الجاري ، إطلاع ممثلي الجالية المغربية المقيمة بجهة مدريد على مختلف البرامج والاوراش التي أطلقتها الحكومة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج. واستعرض السيد محمد عامر خلال هذا اللقاء التواصلي الذي يندرج في إطار الاطلاع على أحوال المغاربة المقيمين بإسبانيا وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها مضامين البرنامج الذي وضعته الوزارة لمواكبة المغاربة المقيمين بالخارج. وأشار إلى عدد من المحاور الاساسية التي يتضمنها هذا البرنامج والتي تهم بالخصوص قضايا الهوية والعلاقة مع البلد الاصلي والاجيال الجديدة والقضايا الثقافية والدينية والادارية فضلا عن الجانب الاجتماعي ومساهمة الجالية في المسلسل التنموي بالمغرب. وأكد الوزير أنه تم وضع برنامج ثقافي وتعليمي يتوخى تعزيز نظام تعليم اللغة العربية في البلدان المضيفة وملاءمته مع الاحتياجات الجديدة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج وإبراز قيمة التراث الثقافي والحضاري للمغرب في البلدان المضيفة. ولهذا الغرض أطلقت الوزارة برنامجا لاحداث مراكز ثقافية في أهم البلدان الرئيسية المضيفة للجالية المغربية المقيمة بالخارج ووضع مخطط لدعم تدريس اللغة العربية والحضارة المغربية للمغاربة المقيمين بالخارج ودعم الجمعيات العاملة في مجال الثقافة والتعليم. وفي ما يخص الجانب الاجتماعي أبرز بالخصوص أن البرنامج الذي وضعته الحكومة يتضمن مساندة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين يوجدون في وضعية صعبة والمساعدة على تعليم الأطفال في بعض البلدان المضيفة ودعم الجمعيات المشتغلة في الحقل الاجتماعي وتوفير المساعدة القانونية . وأكد السيد محمد عامر أن الوزارة وضعت أيضا برنامجا لضمان المواكبة الادارية لمغاربة العالم يتضمن إحداث نظام مندمج لدراسة وتتبع الشكايات وإحداث لجنة وزارية لأجل دراسة شكايات وتظلمات مغاربة العالم. وبخصوص تشجيع المغاربة المقيمين في الخارج على الاستثمار ببلدهم الاصلي ذكر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بإحداث صندوق لدعم المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج وتسهيل حصولهم على القروض البنكية. ومن جهة أخرى أكد السيد محمد عامر على الدور الذي اضطلعت به دوما الجالية المغربية المقيمة في الخارج في الدفاع عن قضايا الوطن وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة ومواجهة مناورات أعداء المشروع الحداثي والديموقراطي بالمغرب. وأبرز أن التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة خلال العشر سنوات الاخيرة والمسلسل الديموقراطي الذي أطلقه المغرب أزعج أعداء المملكة الذين يوظفون قضايا حقوق الانسان كمطية للاساءة إلى المشروع الحداثي المغربي. وبعد أن ذكر بالمأساة التي يعيشها المغاربة المحتجزون في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر وجه السيد عامر نداء من أجل رفع الحصار المفروض على هؤلاء المحتجزين وإطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي مازال مصيره مجهولا لحد اليوم. ومن جهة أخرى شكل هذا الاجتماع ، الذي حضره القائم بالاعمال بسفارة المغرب بإسبانيا السيد فريد أولحاج والقنصل العام للمملكة بمدريد السيد يونس التيجاني ، فرصة لاستعراض عدد من المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة في العاصمة الاسبانية وضواحيها خاصة تلك التي تتعلق بدعم جمعيات المغاربة وتدريس اللغة العربية بالاضافة إلى الجوانب الاقتصادية والادارية والثقافية والاجتماعية والدينية. وجدد رؤساء وممثلو جمعيات الجالية المغربية المقيمة بمدريد وضواحيها التأكيد على مواصلة التعبئة من أجل الدفاع عن القضية الوطنية والوحدة الترابية للمملكة ومواجهة مناورات خصوم المغرب مشددين على تعلقهم الثابت بالوطن الام وانخراطهم في الدفاع عن مقدسات المملكة. وكان السيد محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج قد بدأ يوم الخميس الماضي زيارة عمل لاسبانيا قام في مستهلها بزيارة لبلد الباسك أجرى خلالها بالخصوص مباحثات مع رئيسة البرلمان الباسكي السيدة أرانتشا كيروغا والمستشارة (وزيرة) المكلفة بالشغل والشؤون الاجتماعية بالحكومة المستقلة لبلد الباسك السيدة خيما ثاباليطا أريطا. كما عقد الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج لقاء تواصليا مع الجالية المغربية المقيمة ببلد الباسك. وتكتسي زيارة السيد محمد عامر للجهتين الإسبانيتين أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد الذي يقيم به حوالي 800 ألف مغربي، تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية.