احتضنت مدينة مالقة (الاندلس – جنوب) ما بين يومي 13 و15 أكتوبر الجاري أشغال لقاء حول الهجرات والتعاون من أجل التنمية في الفضاء المتوسطي. وشكل هذا الملتقى، الذي نظم تحت شعار "بين الهجرات والتعاون من أجل التنمية" فرصة للتطرق إلى مختلف الاشكاليات المرتبطة بقضايا الهجرة وخاصة في ما يتعلق بمساهمة الهجرة في التنمية والتعاون وتدبير تدفقات الهجرة. وتناول المشاركون في هذا اللقاء المتوسطي مواضيع تتعلق بسياسات التنمية المشتركة وتدبير تدفقات الهجرة في حوض البحر الأبيض المتوسط والتنمية المشتركة بين بلدان شمال وجنوب ضفتي حوض البحر الابيض المتوسط. وخلال هذا اللقاء، أبرزت الامينة العامة المساعدة لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في جنيف نجاة رشدي الجوانب الإيجابية للهجرة كعامل من أجل التنمية سواء بالنسبة للبلدان المضيفة أو بلدان المنشأ، بالإضافة إلى كونها حافزا للحوار بين الثقافات والتسامح والتضامن بين الشعوب. وأشارت نجاة رشدي في هذا الصدد إلى أن الهجرة تعد حقا طبيعيا للإنسان يجب المحافظة عليه واحترامه، مؤكدة أن قضية الهجرة مسؤولية مشتركة. ومن جهته، أكد القنصل العام للمملكة بالجزيرة الخضراء سلام برادة الأهمية التي يكتسيها موضوع هذا الملتقى المتوسطي على اعتبار أنه يبرز التفاعل بين إشكالية الهجرة والتعاون من أجل التنمية. وأبرز الدبلوماسي المغربي في هذا الصدد أنه ينبغي ألا تقتصر مناقشة إشكالية الهجرة على رؤية "محدودة" تتمحور حصريا حول الجانب السلبي للهجرة غير الشرعية وإنما يتعين التطرق إليها بناء على مقاربة "شمولية ومتكاملة ومتعددة الأبعاد". وأشار في هذا السياق إلى أن التعاون من أجل التنمية يشكل أداة هامة للتصدي لمشكلة الهجرة غير الشرعية، مبرزا أهمية تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ك"حل مناسب" لمحاربة جميع عوامل الإقصاء والفقر، وبالتالي المساهمة في التغلب على المشاكل الناجمة عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وقد تم في إطار هذا الملتقى الذي اختتمت أشغاله أمس تنظيم مائدتين مستديرتين حول سبل إشراك بلدان شمال إفريقيا وجنوب أوروبا في التنمية المشتركة وتدبير تدفقات الهجرة ودراسة التعاون المشترك بين البلدان وتجارب المشاريع والأعمال في مجال التنمية المشتركة. وتميز هذا الملتقى المنظم بمبادرة من مؤسسة التعاون والتنمية بشمال إفريقيا (كوديناف) التي يوجد مقرها بالاندلس بتعاون مع بلدية وجامعة مالقة بمشاركة العديد من المسؤولين والخبراء المغاربة والاسبان.