أكد مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية السيد إدريس خروز ، أن التربية يمكن أن تشكل "عاملا هاما للتقارب في الفضاء الأورومتوسطي". وأبرز السيد خروز، وهو أيضا الكاتب العام لمجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الابيض المتوسط في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي حول موضوع "التربية والهجرات"، الذي انعقد الأسبوع الماضي بمدينة أليكانتي، أنه يتعين على الأنظمة التعليمية وخاصة بالبلدان الواقعة في شمال حوض البحر الأبيض المتوسط أن "تساهم في معرفة أفضل للدين والقيم وثقافات البلدان الواقعة في جنوب حوض البحر الابيض المتوسط". وأشار إلى أن "الاختلاف يمكن أن يساهم في التقارب شريطة أن يقتنع الجميع بأن لكل حضارة خاصة به، وليس هناك حضارة أسمى من الأخرى"، مذكرا بأهمية النهوض بالقيم المشتركة والاحترام المتبادل وخاصة من خلال الأنظمة التعليمية. وشدد الكاتب العام لمجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط على أن بعض الاشكاليات المتعلقة بالتعليم في بلدان حوض المتوسط تطرح نفسها اليوم بإلحاح خاصة في ما يتعلق بالمحتوى واقتصاد المعرفة. وفي هذا الصدد أكد السيد إدريس خروز على أهمية العمل من أجل أن تتمكن برامج الشراكة الاورومتوسطية الموجهة لبلدان الجنوب من تشجيع بروز تكوينات مؤهلة خاصة على مستوى التكيف مع المحيط الدولي الحالي، مبرزا ضرورة أن تعمل البلدان النامية على تكييف أنظمتها التعليمية وبيداغوجياتها ومناهجها مع إطار اقتصاد العولمة. وبخصوص مؤتمر أليكانتي، اعتبر السيد خروز أن الاهمية التي يكتسيها تنظيم هذا الملتقى الاورومتوسطي تنبع من مختلف النقاشات التي جرت في إطار المؤتمر، مضيفا "كلما تم تنظيم المزيد من اللقاءات والنقاشات حول التربية والهجرة نتمكن أكثر من المضي قدما في هذا المجال". من جانبه أكد السيد عبد الإله بنعرفة، الخبير المسؤول عن قسم التراث والتنوع الثقافي في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي يوجد مقرها بالرباط، ضرورة الانتقال إلى مرحلة أعلى في مجال التعاون على المستوى الأورومتوسطي والتغلب على الحواجز بين شعوب المنطقة. وبخصوص موضوع الهجرات دعا السيد بنعرفة إلى "تصور منفتح جديد للمواطنة " يقوم المهاجرون في إطاره بالاضطلاع بدور حلقة وصل في مجالات التعاون والتفاهم والحوار بين الحضارات في ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط. وقال السيد عبد الإله بنعرفة، إن المغرب يمكن أن يضطلع بدور هام في هذا المسلسل على اعتبار أن المملكة أطلقت منذ فترة طويلة سياسة التقارب مع جيرانها الأوروبيين ولكونها تتوفر على جالية مهمة في بلدان شمال البحر الأبيض المتوسط. وأضاف أن هذا المؤتمر الدولي الذي نظم في إطار "الحوار شمال جنوب حول البحر الأبيض المتوسط" يشكل فرصة من أجل تبادل الخبرات وبحث المشاكل التي تواجهها بلدان حوض البحر الابيض المتوسط في مجالات التربية والهجرات في أفق تحديد الخطوط العريضة التي من شأنها البحث عن حلول لهذه الاشكاليات والنهوض بالتعاون في هذا المجال. يذكر أن أشغال المؤتمر الاورومتوسطي حول "التربية والهجرات" الذي احتضنت أشغاله مدنية أليكانتي (شرق إسبانيا ما بين 19 و21 نونبر الجاري) تميز بمشاركة ممثلي عدد من الهيئات الدولية والحكومات من عدة بلدان من بينها المغرب. وقد شارك في هذا اللقاء، الذي نظمته مؤسسة "بيت المتوسط" (كاسا ديل ميديترانيو) التي يوجد مقرها في أليكانتي، أزيد من 250 من الخبراء والمسؤولين السياسيين والمنظمات غير الحكومية المغاربية وجمعيات المجتمع المدني. وتم خلال هذا اللقاء المنظم حول موضوع "الحوار شمال ` جنوب حول المتوسط : التربية والهجرات" بحث العلاقات بين البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط في مجال الشغل والهجرات والتربية من خلال محورين رئيسيين حول ماضي وحاضر ومستقبل البحر الأبيض المتوسط ويتعلق الأمر ب "الهجرة" و "الشغل". وحسب المنظمين فإن هذا الاجتماع من مستوى عال شكل فرصة من أجل تحليل الهجرات من الجنوب إلى شمال البحر الأبيض المتوسط وكذلك بين بلدان جنوب ` جنوب في شمال إفريقيا وبين بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط في اتجاه منطقة الشرق الأوسط. ويتوخى "بيت المتوسط" الذي تأسس يوم 30 أبريل الماضي تحت إشراف وزارة الخارجية الإسبانية والتعاون والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وبتعاون مع الحكومة المستقلة لبلنسية أن يعمل ك"حلقة وصل بين أوروبا والبحر الابيض المتوسط وإفريقيا.