يحتضن المركز الروسي للعلم والثقافة بالرباط إلى غاية 30 أكتوبر الجاري معرضا جماعيا لثلاثة تشكيليين مغاربة يجسدون ثلاثة مدارس، يتوحدون في التعبير ويفترقون في المواضيع والأشكال. ويضم هذا المعرض، الذي افتتح مساء أمس الجمعة، لوحات عبد الغني الحراثي وخديجة إدموحين وعزيز تونسي، الذين ينتمون لمدارس مختلفة تتراوح ما بين "السوريالية" و"التعبيرية" و"تعبيرية الملامح"، تعكس علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقته بنفسه وبالمرأة، وهو ما جسدته خاصة لوحات التشكيلية خديجة إدموحين، التي تعبر عن دواخل المٍرأة ومعاناتها. وقال التشكيلي عزيز تونسي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن هذا المعرض الجماعي يأتي في إطار تجسيد تقارب أفكار ورؤى الفنانين المشاركين فيه من أجل إغناء المكتبة الفنية الوطنية، مضيفا أن المعرض يجسد ثلاثة مدارس مختلفة تتوحد في التعبير وتختلف في الألوان والمواضيع والأشكال. وأشار إلى أن أعماله تصنف ضمن "تعبيرية الملامح أو تعبيرية الجسد"، وتعكس علاقة الإنسان بالأرض وبالطبيعة، مرورا باٍلإرهاصات والتجارب وربما حتى المعاناة، وذلك من خلال البحث في عمق الإنسان ودواخله الخفية التي يحاول "الآخر" التغاضي عنها أو ربما تجاهلها. وقال إن اللوحة التشكيلية تعبير عن الكينونة، فهي تجيب عن سؤال الهوية بالفرشاة والألوان. من جهته، عبر نيقولا سوخوف، مدير المركز الثقافي الروسي بالرباط، في تصريح مماثل، أن هذا المعرض يعكس التعاون الثقافي بين المغرب وروسيا والانفتاح الإعلامي بين الفنانين المغاربة والروس. وعبر عن أمله في أن يستمر هذا التعاون بين البلدين من خلال فتح المجال أمام الجمعيات المدنية، مؤكدا، في هذا الإطار، على أن المركز الثقافي الروسي منفتح على جميع الفعاليات الفنية والثقافية بالمغرب. وأبرز التشابه بين المدارس التشكيلية الفنية المغربية والروسية خاصة في محاكاة الطبيعة، مضيفا أن المركز الثقافي الروسي يعمل على عرض أعمال تنتمي إلى المدرسة الكلاسيكية الروسية بالمغرب لفتح المجال أمام التشكيليين المغاربة لاكتشافها.