يحتضن المركز الثقافي الروسي بالرباط معرضا جماعيا، يضم ثلاثين لوحة، لثلاثة تشكيليين، ينتمون إلى مدارس مختلفة، ويجمعهم لون الإبداع والتشكيل.سعيد الرغاي وأسماء وكدال وجواد عبد الرحيم في افتتاح المعرض (خاص) ويشارك في هذا المعرض، الذي ستستمر فعالياته إلى نهاية الشهر الجاري، الفنان جواد عبد الرحيم، والتشكيلية أسماء وكدال، والفنان سعيد الرغاي. وكشف عبد الرحيم جواد، أنه يعتمد في لوحاته السريالية في تراث الأسطورة، مشيرا إلى أن معرضه الحالي يشكل استمرارا للمعارض السابقة، التي نظمها منذ تسعينيات القرن الماضي. وقال في تصريح ل"المغربية" "لوحاتي تقتصر على توظيف الحصى كتيمة أساسية بطريقة سريالية. مضيفا أن ذلك جاء ذلك صدفة، سنة 1995، "عندما كنت بجانب واد بمدينة دمنات، وكانت السنة سنة جفاف، ألهمني تكوين الحصى، الذي وظفته في الكثير من المعارض، التي نظمت. وبحكم عملي في هذا الاتجاه، انتقلت إلى النبش في التراث والأسطورة، لما فيه من سحر ورومانسية". وأضاف جواد أنه لاحظ أن التراث خام وظف في السينما والقصة والشعر، لكن لم يوظف بعد في اللوحات التشكيلية، لذا فاختياره لهذا الموضوع كان سابقة في مجال التشكيل، مبرزا أنه يرى الحورية بعين مغايرة للتي يرصدها بها البعض بحيث لا يراها بذيل. وأكد أنه في أعماله الأخيرة انتقل إلى ما هو فلكي، إذ يرى أن العالم الفلكي تهمن عليه أيضا الرومانسية. من جهة أخرى، أكد جواد عبد الرحيم أنه فنان تشكيلي عصامي، لم يخضع لأي تكوين أكاديمي، ورغم أن الفنان التشكيلي مطالب بالدراسة والثقافة، إلا أنه يومن بالموهبة والعمل الصادق، الذي يقرأه الجمهور في الأعمال التي تعرض، وتلقى إقبالا كبيرا، مضيفا أنه نظم أول معرض له سنة 1972 ببني ملال، مسقط رأسهز ويرى أن الميدان التشكيلي بالمغرب تعمه فوضى، مشيرا إلى أن القيمين على الميدان يحاولون في السنوات الأخيرة تقنين المجال التشكيلي لحماية الفنان وضمان حقوقه. من جانبها، عبرت التشكيلية أسماء وكدال أنها تعتمد في لوحاتها على الطبيعة الجامدة والصامتة، مشيرة إلى أن لوحاتها في هذا المعرض الجماعي عبارة عن طبيعة صامتة على الطريقة المغربية المحضة، فهي تتناول الفواكه من رمان وتين، كما أنها تستحضر كأس البلار الذي يعد من التراث المغربي. من جهة أخرى، قالت أسماء إنها مرت بظروف صعبة، إذ أنها فقدت أختها، التي كانت تصارع المرض، وكانت مرتبطة بها كثيرا، وبعد وفاتها، تأثرت كثيرا، وبدأت تجسد حزنها، من خلال معانقتها للريشة والألوان. دخلت أسماء مجال التشكيل منذ عشر سنوات، فهي فنانة عصامية، بدأت مسارها بتحضير لوحات معتمدة على الصباغة المائية، التي تطورت في ما بعد، وهي تعتمد حاليا على الصباغة الزيتية، كما ترسم إلى جانب الفواكه، القصبات، وتعتمد على ألوان جميلة، مثل الوردي والأزرق الفاتح، ما يجعل لوحاتها نسائية بامتياز، بحيث إن الجمهور، يعرف أن صاحبة اللوحات امرأة، من خلال هذه الألوان. وترى أن الساحة التشكيلية المغربية ليست بخير، وتعمها فوضى من المتطفلين، الذين لا يجمعهم بالتشكيل أي علاقة، مشيرة إلى أنها تتلقى بعض المساندات المهنية، من قبل زملائها في الميدان. من جانبه، يجمع سعيد الرغاي وهو فنان عصامي، في لوحاته بين الخط والزخرفة، كما استطاع توظيف المخطوط المكتوب بالخط المغربي في قلب لوحاته جامعا بين الأصالة والمعاصرة. ويفسر الرغاي هذا التوظيف، بأنه إسهام في المحافظة على المخطوطات من جهة، وإبراز لجمالية الخط المغربي لدى عموم الناس في رسائل كتبت منذ أكثر من 120 سنة. ويرى الرغاي، أن الناس لم تودوا قادرين على الكتابة بالجودة التي كان يكتب بها الآباء والأجداد نظرا ل "الهزيمة الثقافية" التي حلت بنا حسب تعبيره. فلوحاته تتميز بالكثافة والحاجة إلى التوسع في الحجم، الأمر الذي يفسره بأن فن الزخرفة الإسلامية يأبى الفراغ، ويحرص على راحة العين حين تبصر الجماليات.