افتتح أمس الإثنين بمدينة أزمور، الملتقى الوطني الأول للسماع الصوفي، المنظم تزامنا مع انعقاد موسم الولي الصالح مولاي بوشعيب السارية، بإحياء أمسية دينية تخللتها ابتهالات وأذكار وأمداح نبوية أضفت جوا من الخشوع والسكينة على الحاضرين. وتمكنت مجموعات من كبار المادحين على الصعيد الوطني، من مدن فاس ومكناس والرباط وآسفي والجديدة ومراكش على الخصوص، من الارتحال بالحضور الذي غصت به جنبات ضريح مولاي بوشعيب السارية إلى عوالم الصفاء الروحي، من خلال ذكر الخالق وتوحيده في ذاته وصفاته. واستهلت هذه الأمسية بمناقشة مستفيضة تطرق المتدخلون خلالها لكرامات وفضائل القطب الصوفي مولاي بوشعيب السارية، المعروف بورعه وعلمه الغزير المتلقى على أيدي مجموعة من كبار الشيوخ، من قبيل القاضي عياض وأبو بكر إبن عربي المعافري. وفي هذا السياق، استعرض المتدخلون أهم المحطات التي قطعها مولاي بوشعيب في طلبه للعلم الشرعي وبحثه عن الزاد الروحي، حيث انتقل من أجل هذه الغاية إلى كل من فاس وأغمات وأوريكة وإشبيلية وقرطبة، مشيرين إلى ورعه وزهده الذي جعله ينقطع في آخر أيام حياته للعبادة وتعليم التلاميذ الصغار. وقال مدير الملتقى الوطني الأول للسماع الصوفي بأزمور، السيد محمد الراضي الشوفاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تنظيم الملتقى تزامنا مع انعقاد موسم الولي الصالح مولاي بوشعيب السارية، يروم إبراز العلاقة الوطيدة التي تجمع بين التصوف وهذا الفن الملتزم الذي يهدف إلى تهذيب الأرواح وتنقية النفوس، مشيرا إلى أن تنظيم أولى أمسيات الملتقى في رحاب الزاوية الشعيبية منحها بعدا روحيا خاصا، من خلال تماهي ذكر الخالق ومدح الحبيب المصطفى مع رمزية ودلالة المكان. وأكد السيد الشوفاني أن الملتقى في دورته الأولى، يتوخى كذلك، الرقي بفن السماع الصوفي وإبراز جماليته، باعتباره تراثا مغربيا أصيلا يكاد ينتشر في جميع مناطق المملكة، معتبرا أن توجيه الدعوة لفرق السماع في أكثر من عشر مدن مغربية كفيل بإبراز غنى هذا الموروث الفني الأصيل وتنوعه من حيث المضامين وطرق الأداء. من جهة أخرى، أوضح السيد الشوفاني أن الملتقى الذي تحتضنه مدينة أزمور يعد رافعة أساسية للتنشيط الثقافي والفني والسياحي بهذه المدينة الصغيرة الواقعة على ضفاف نهر أم الربيع، وأداة من شأنها تحقيق إشعاع أكبر للمدينة على الصعيدين الوطني والدولي. وتتواصل فعاليات الملتقى المنظم أيام 11 و12 و13 أكتوبر الجاري، من طرف الشرفاء الشوفانيين والجمعية الشعيبية للأعمال الاجتماعية بأزمور، وبتعاون مع النقابة الحرة للموسيقيين المغاربة والمجلس البلدي بأزمور والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة، من خلال تنظيم ندوة علمية حول موضوع "تاريخ التصوف بدكالة، زاوية مولاي بوشعيب السارية تراث صوفي زاخر"، وسهرة فنية دينية يحييها عدد من الفنانين المغاربة.