أصدر مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء كتابا بعنوان "التقريب والحرش المتضمن لقراءة قالون وورش لابن المرابط (ت 552 ه`)"، وذلك ضمن سلسلة نوادر التراث. وذكرت الرابطة أنه قام بتقديم وتحقيق الكتاب، الذي عني بجمعه وتأليفه الشيخ الفقيه المقرئ أبو الأصبغ عيسى بن محمد بن فتوح الهاشمي البلنسي المعروف بابن المرابط (ت 552 ه`)، حيث يقع في 295 صفحة)، الأستاذ حسن حميتو. وأوضحت أن الأستاذ حسن حميتو بذل جهدا كبيرا في تحقيق هذا الكتاب والتقديم له، وسعى فيه إلى التعريف بالكتاب ومؤلفه، مبرزا جانبا من مواطن الجدة والطرافة التي يتسم بها هذا التأليف على وجازته واختصاره. وأضافت أنه سعى إلى وضعه في سياقه التاريخي والقرائي العام، حيث جاء الكتاب بذلك جامعا بين نفاسة المادة القرائية، وجودة التحقيق والإخراج. وأكدت أنه لم يحظ مَقرأٌ من المَقارئ السبعة وغيرها، بعناية أوسع ولا أحفل من تلك العناية التي نالها مَقرأ إمام دار الهجرة في القراءة الإمام أبي رؤيم نافع بن عبد الرحمن المدني (ت169ه`)، خاصة عند أئمة المغرب وقرائه، منذ أن تخيره المغاربة قراءة رسمية لهم، يقرأون بها كتاب الله تعالى، ويلقنونه لناشئتهم، حتى غدت معلما من المعالم الحضارية البارزة التي تميز الشخصية المغربية. وأبرزت أنه تعددت وجوه تلك العناية والاحتفاء، لتظهر في أجلى صورها في وفرة التآليف والمنظومات التي وضعها أئمة القراء بالمغرب في ضبط هذه القراءة وتمييز أحكامها أصولا وفرشا، فتشكل بذلك رصيد زاخر من هذا النتاج المغربي الثر، ما زال كثير منه يستنهض همم الأحفاد ليقوموا بالواجب نحوه، فهرسة، وتحقيقا، ونشرا، حتى يعرفه المهتمون، ويفيد منه الراغبون. وأوضحت أن الكتاب يجمع بين دقة التأليف، وحسن التبويب، وطرافة الترتيب، مشيرة إلى أن تأليفه يعود إلى أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين في النصف الأول من القرن السادس الهجري، فهو ينتمي إلى مرحلة تاريخية متقدمة نسبيا. واعتبرت الرابطة أنه "لم يصلنا من الكتب التي ألفت خلالها إلا القليل النادر خاصة في القراءة وعلومها، مما يجعل وصوله إلينا سالما مما أصاب كثيرا من نظائره من عوادي الزمان هبة تستحق التثمين".