أقيمت خلال الأسبوع الجاري في قلب مدينة نيويورك ثلاثة أبواب حمراء ترمز لمدينة مراكش في ثلاث من الشوارع والساحات الكبرى، معطية بذلك الانطلاقة للحملة التروجية "ريد باي مراكش". وتشكل الأبواب الثلاثة المزينة بالأرابيسك والزجاج والتي أقيمت في "الشارع الخامس" و"كولومبوس سيركل" و"ميت باكينغ ديستريكت"، إحدى أرقى الأماكن في حي مانهاتن الشهير، انفتاحا على الثقافة المغربية "الغنية والعريقة". وتتوخى هذه المبادرة التركيز على الأسواق المصدرة للسياح بقوة كالولايات المتحدة التي تظهر آخر الإحصائيات أن 81 ألف و334 من مواطنيها زاروا المغرب إلى غاية متم يوليوز الماضي في ارتفاع نسبته 10 في المائة مقارنة مع السنة الماضية (73 ألف و966 في 2009). وشكلت هذه الأبواب مصدر جذب حقيقي لسكان نيويورك الذين يتوقفون للاطلاع على المطويات والتقاط الصور التي يمكنهم تحميلها انطلاقا من صفحة (فيسبوك) المخصصة للحدث. وأوضح المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الحميد عدو أنه منذ انطلاق العملية، تسجيل 120 ألف معجب في الصفحة باسم "ريد باي مراكش" وهي حملة إعلامية تضم عمليتين باسم "ريد غيتس" (الأبواب الحمراء) وأمسية بعنوان "ريد بارتي". وأشار إلى أن الفكرة تتمثل في إحداث "ضجة" في المدينة كي يتحدث كل من رواد الأنترنت والصحافة عن مراكش. وبعد باريس وروما وبرلين، جاء دور نيويورك لاستقبال هذه العملية التي ينظمها المكتب الوطني المغربي للسياحة لاكتشاف مراكش من زاوية جديدة كمدينة أصيلة تنافس كبرى الأماكن السياحية العالمية. ويتعلق الأمر بإبراز تقابلات هذه الوجهة التي تجمع بين الحفاظ على التقاليد والفلكلور والانفتاح وروح العصر" على غرار المراكز الحضرية الكبرى، حسب تصريح أدلى به السيد عدو لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة أمسية موضوعاتية نظمت غير بعيد عن ضفاف هودسن للاحتفاء بالمدينة الحمراء. وتوافد حوالي 400 شخص من عالم الفنون والثقافة والإعلام، فضلا عن فاعلي أسفار، على سوهو، حي الفنانين، ليتم نقلهم على امتداد "ريد بارتي" لهذه المدينة التاريخية التي أضحت اليوم في الطليعة في مجال السينما والفن. كما شكل ذلك مناسبة لاطلاع الحضور على المطبخ المغربي الذي يؤلف بين منتجات وتوابل الأرض ويصهر المذاقات الحلوة والمالحة في انسجام نادر للألوان. وتشكل مراكش مزيجا مبهرا بين التاريخ والحداثة، حسب الممثلة والمخرجة الأمريكية أنجليكا هيوستن التي تنقلت رفقة الممثل الكوميدي البريطاني الشهير ألن كامين من مائدة لأخرى لقص ألف سر وسر عن مراكش. وصرحت هذه الممثلة، الحاصلة على الأوسكار والمتوجة خمس مرات في "إيمي اواردز" وابنة المخرج جون هيوستن المشهور بفيلم "الرجل الذي يريد أن يصبح ملكا" الذي تم تصويره في مراكش، لوكالة المغرب العربي للأنباء أن "هذه المدينة الغامضة والسحرية والمضيئة تشكل مصدر إلهام". وتقول أنجليكا هيوستن، الشهيرة أكثر بشخصيتها في السلسلة الأمريكية "عائلة أدامز"، إن "لي قصة طويلة مع مراكش". ويؤكد ذلك ألن كامينغ قائلا إنه "بعيدا عن هذه الأسواق والروائح الغريبة، إسمحوا لي أن أحكي سحر هذه الأماكن"، قبل أن يعلن أمام الحضور الذي بدا منبهرا أنه "متلهف للعودة سريعا للمدينة الحمراء" في لقاء جديد مع الأماكن الأسطورية كالمنارة والكتبية وحدائق ماجوريل. وطوال السهرة، كشف أيضا راوي ساحة جامع الفنا الشهيرة عن باقي خبايا وعجائب جوهرة الجنوب، عبر شاشات عملاقة نصبت وسط الفضاء الذي هيئ بالأضواء الحمراء والذهبية وتخللت الأمسية موسيقى كناوة بقيادة المعلم حسن حكمون. وتعد عملية "ريد باي مراكش"، التي روجت لها القناة التلفزية (سي بي إس) في أوقات الذروة، قبل كل شيء عملية استقطاب موجهة للجمهور العام توجتها مسابقة للرقص نظمت في "ميت باكينغ ديستريكت"، الحي القديم للمسالخ. ويعد الفائز السعيد في المسابقة جون نيكولاس (22 سنة من أصل هايتي)، الذي سيقضي خمسة أيام في مراكش في أول رحلة له للخارج، أنه سيعود من هناك وفي جعبته عنوان أغنية.