أكد وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني، اليوم الأربعاء بطنجة، أن تأهيل الموارد البشرية يعتبر رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية وأداة محورية لمواجهة رهانات التنافسية الدولية. وأبرز السيد أغماني، خلال افتتاح الدورة الأولى من منتدى التشغيل بالمنطقة الحرة للتصدير بطنجة، "الجهود التي يبذلها المغرب في مجال تأهيل الموارد البشرية للمقاولات بهدف تعزيز كفاءات العاملين ومواكبة الرفع من تحديث الاقتصاد الوطني وتنافسيته". ويهدف منتدى التشغيل الأول بالمنطقة الحرة للتصدير بطنجة، المنظم من طرف إدارة المنطقة الحرة بتعاون مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجامعة عبد المالك السعدي، إلى ربط علاقات مهنية بين خريجي معاهد التكوين بالجهة والشركات المستقرة بالمنطقة الحرة الراغبة في تعزيز مواردها البشرية. وفي هذا الصدد، أكد السيد أغماني على ضرورة انفتاح قطاع التعليم على المجال الاقتصادي وأهمية انخراط المؤسسات الاقتصادية في منظومة التكوين بهدف توجيه التكوين صوب حاجيات الإقلاع الاقتصادي. وقال إن الأمر يتعلق بجعل "المنظومة التكوينية ككل أكثر مرونة وأكثر قابلية للتطور ومسايرة متطلبات سوق الشغل الوطني الذي أصبح، كباقي دول العالم، متحولا، يتطلب مستويات متقدمة من الجودة والتخصص". وفي هذا السياق، اعتبر الوزير أن المغرب انخرط في برنامج طموح في مجال التكوين بهدف تمكين المقاولات من الموارد البشرية الضرورية لضمان تطورها، مبرزا أن "تفعيل المخطط الوطني للإقلاع الصناعي يتطلب تكوين مزيد من الكفاءات استجابة إلى توقع إحداث 220 ألف منصب شغل خلال الفترة الممتدة من 2009 إلى 2015 في مهن المغرب العالمية، أي صناعة السيارات وصناعة الطيران والإلكترونيك وترحيل الخدمات والنسيج والجلد والصناعات الغذائية". وأوضح أن وزارة التشغيل والتكوين المهني تواكب هذه الإستراتيجية من خلال تطوير عرض التكوين، سواء بشكل أولي أو حين الإدماج في الشغل أو التكوين المستمر، مشيرا إلى تفعيل الإستراتيجية الجديدة في التكوين التي تقوم على افتتاح جيل جديد من المعاهد المتخصصة في التكوين بغلاف مالي إجمالي بقيمة 455 مليون درهم، من بينها معهدين الأول بالمنطقة الحرة لطنجة والثاني في إطار اتفاقية شراكة مع مجموعة "رونو" الفرنسية لصناعة السيارات. كما تطرق السيد أغماني إلى الجهود المبذولة في مجال الإدماج المهني، عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، التي توجت بإدماج 52 ألف شاب خلال سنة 2009، بينما يتوقع أن يبلغ عدد المستفيدين خلال سنة 2010 حوالي 55 ألف شاب. من جهته، لاحظ مدير المركز الجهوي للاستثمار لطنجة تطوان السيد جلول صمصم أن درجة توافد الشباب على هذه الدورة الأولى من منتدى التشغيل بالمنطقة الحرة للتصدير بطنجة دليل على أن جهة الشمال تتوفر على مؤهلات كبرى في مجال الموارد البشرية المؤهلة والضرورية لمواكبة المشاريع الكبرى والاستثمارات الضخمة بالمنطقة. واعتبر أن "العامل البشري يعتبر حاسما في ضمان نجاح أي مشروع للتنمية الاقتصادية"، داعيا إلى دعم جهود الجامعة الرامية إلى تحديث وتنويع التكوين وضرورة تضافر حقيقي لجهود المقاولة والجامعة من أجل تكوين الموارد البشرية. كما تميز هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية شراكة في مجال التكوين المهني بين المنطقة الحرة للتصدر بطنجة وجمعية المستثمرين بالمنطقة الحرة ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل. وضم المنتدى، الذي تم افتتاحه بحضور، على الخصوص، والي جهة طنجة تطوان السيد محمد حصاد والمدير العام للمنطقة الحرة للتصدير بطنجة السيد جمال ميكو، حوالي أربعين مقاولة مستقرة بالمنطقة الحرة، كما شهد توافد حوالي ألف خريج شاب من الجامعة ومعاهد التكوين المهني الحاصلين على شهاداتهم في مختلف الشعب التقنية والمتخصصة خلال سنة 2010. وتضمن برنامج المنتدى أيضا القيام بزيارات لمجموعة من الوحدات الصناعية بالمنطقة الحرة وأروقة تعريفية بالمقاولات والمعاهد المشاركة في المنتدى وعقد جلسة نقاش حول آفاق تطور المنطقة الحرة للتصدير بطنجة والميثاق الأخلاقي للمنطقة الحرة.