أصدرت أسبوعية (ماروك إيبدو أنتيرناسيونال)، بمناسبة عيد العرش، عددا خاصا حول الأقاليم الجنوبية للمملكة و"التحولات" التي تشهدها هذه الجهة في أفق الورش الكبير للجهوية المتقدمة. وركزت الأسبوعية على الجهود المبذولة من أجل تطوير وتحديث وتأهيل الأقاليم الجنوبية على جميع المستويات، في إطار مسلسل للدمقرطة مدعم بورش كبير للديمقراطية المحلية والجهوية. وكتبت الأسبوعية أن "الصحراء ستشكل مختبرا جهويا لتجربة وترجمة مشروع مجتمعي تقوم أسسه وفلسفته على دولة الحق والقانون والحريات والديمقراطية التشاركية". وأبرز كاتب افتتاحية الصحيفة محمد سلهامي أن "ما تشهده الأقاليم الصحراوية يعد التعبير الأوضح على هذا المشروع الواسع المتمثل في إبراز الجهوية. الجهوية والصحراء ثنائية محركة تتعدى رهاناتها وآثارها الأقاليم الجنوبية للمملكة . إنه مغرب آخر يتطور". واعتبر كاتب الافتتاحية أن "الأمر يتعلق بورش كبير للحكم ينبغي أن يكون موضوع تعبئة وطنية اليوم وغدا على مدى العقد المقبل 2010-2020 بل أبعد من ذلك" معتبرا أن هذا الورش يقوم ايضا على "الحافظ على هوية وتفرد مغرب قوي بجذوره وأسسه، بالتكامل والتماسك بين الجهات على أساس التضامن، وحكامة ترابية تقوم على مبادئ التوازن والنجاعة". وتوقف هذا العدد الخاص أيضا عند وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة التي تضطلع بدور "محرك" فعلي لدينامية التنمية التي تشهدها هذه المنطقة. وأشارت "ماروك إيبدو أنترناسيونال" إلى أن "الأقاليم الجنوبية لم تعرف قط دينامية ملموسة بهذا الشكل إلا خلال العقد الأخير. لقد كان دور وكالة الجنوب التي تم إحداثها سنة 2002، محددا في هذا الدينامية ومكن هذه الجزء المهم من المغرب من تحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي كبير". وأكدت الصحيفة في هذا السياق أن وكالة الجنوب أصبحت "فاعلا ضروريا ومحركا أفقيا في تنمية الأقاليم الجنوبية"، مضيفة أن "دور الوكالة لا يتمثل في إعداد ومواكبة وتفعيل والنهوض بمشاريع في الأقاليم الجنوبية، لكن أيضا تنسيق جهود السلطات والمنتخبين والمستثمرين العموميين والخواص". ونشر العدد الخاص للصحيفة أيضا حوارا مع المدير العالم للوكالة السيد أحمد حجي الذي قال إن الأوراش الكبرى التي تم إطلاقها في الأقاليم الجنوبية تعتبر نموذجا للتنمية سواء على الصعيد الاقتصادي أو السوسيو ثقافي. وقال السيد حجي "نأمل أن تشكل الأقاليم الجنوبية نموذجا جهويا للتنمية المندمجة، أخذا بعين الاعتبار الإكرهات الجغرافية والبشرية لهذه المناطق مع التركيز على المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية لرفع تحديات تحقيق التنمية المستدامة". وتوقفت الأسبوعية أيضا عند مختلف الأوراش التي همت قطاعات التجهيز والنقل والسكن والكهرباء والماء الشروب والصيد والسياحة، والصناعة التقليدية والبيئة، والتي ترم تحسين ظروف عيش سكان هذه المنطقة. وفي هذا السياق، أبرز السيد حجي أن " المبدأ الأساسي لعمل وكالة الجنوب يرتكز على شراكة جد قوية مع الجماعات المحلية والفاعلين المحليين الآخرين"، مضيفا "نحن هنا في قلب مسلسل الجهوية التي انخرط فيها المغرب اليوم بقوة ". وأكد أنه "على الصعيد الاقتصادي ارتفعت حصة هذه المناطق من مبادرات خلق الثروة إلى 4 في المائة من الإنتاج الوطني، وذلك منذ سنة 2004". كما اهتمت "ماروك إيبدوا انترنسيونال" بالعيون التي أضحت "مدينة كبرى تضم تجمعا سكانيا حديثا منفتحا ومتطورا"، مبرزة أن هذه المدينة تندرج اليوم ضمن كبريات المدن المملكة من خلال اضطلاعها بدور مهم في الجهة التي تنتمي اليها. وتطرقت الأسبوعية ، من جهة أخرى، إلى تعدد التظاهرات الثقافية التي تحتضنها الأقاليم الجنوبية، خاصة، طانطان وكلميم، والداخلة، والعيون، وبوجدور، والسمارة، وهي المدن التي تزخر بالغنى الثقافي والتقاليد العريقة. وكتبت الأسبوعية أنه بفضل توفرها على البحر وفضاء الصحراء، نجحت المنطقة الجنوبية للمملكة في أن تصبح خلال بضع سنوات فضاء حقيقيا للملتقيات والمواعيد الثقافية"،بفضل التراث الذي تزخر به مما جعلها تتحول إلى أرض للحوار والتسامح". ومن جهة أخرى ، تناول هذا الخاص مواضيع تهم أيضا تنمية الواحات والثقافة "الحسانية" والسياحة الشاطئية .