دعا وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن، أمس الاثنين بالجديدة، إلى جعل الحصيلة المنجزة، بعد سنة من تفعيل البرنامج الاستعجالي حافزا ل"بذل المزيد من الجهود لتثبيت المكتسبات وتدارك العثرات والرفع من المردودية الداخلية للمنظومة التربوية". وقال الوزير في كلمة خلال ترؤسه أشغال الدورة التاسعة للمجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة دكالة عبدة إن ما تحقق ما كان ليتم دون تضافر مجموعة من العوامل والشروط وفي مقدمتها "العناية المولوية السامية المتجددة لقطاع التربية والتكوين والدعم الحكومي القوي لهذا الورش ذي الاسبقية الوطنية والانخراط المسؤول للأطر الإدارية والتربوية في مختلف المواقع والتعبئة الارادية لكل شركاء القطاع". وأكد السيد احشيشن أن التحديات التي يطرحها البرنامج الاستعجالي، قوية وملحة وتستدعي التعبئة الشاملة واليقظة المستمرة لجعل الاصلاح واقعا معاشا على مستوى المؤسسات التعليمية وفصول الدراسة "بما ينسجم والمبدأ الجوهري لهذا المشروع الاصلاحي والمتمثل في جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين". وأفرد الوزير حيزا مهما من كلمته لاستعراض الحصيلة المنجزة برسم السنة الأولى من تفعيل هذا البرنامج، في شقيها الكمي والتربوي، وذلك من خلال ثلاثة محاور همت "توسيع العرض التربوي وتأهيل المتوفر منه" و"مواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية التي تحول دون تمدرس التلاميذ" و"تطوير النموذج البيداغوجي". فبخصوص المحور الأول، كشف السيد اخشيشن أن شبكة المؤسسات التعليمية العمومية عرفت إحداث 168 مؤسسة تعليمية جديدة منها 61 بالعالم القروي، كما بلغ مجمل عدد الحجرات الجديدة بالتعليم العمومي، بين إحداث وتوسيع، 4860 حجرة، منها 1493 بالوسط القروي واكبها توفير أعداد إضافية من أطر التدريس بلغت بمجموع اسلاك التعليم العمومي ما يناهز 3000 مدرسة ومدرس. كما تم، حسب الوزير، برمجة اصلاح حوالي 2781 مؤسسة خلال الموسم الدراسي المنقضي وبرمجة إعادة تأهيل 229 داخلية. وبخصوص المحور الثاني المتعلق بمواجهة المعيقات السوسيو اقتصادية، أبرز الوزير أن المفهوم الجديد للعرض المدرسي "لم يعد يقتصر على توفير الفضاءات المدرسية والتجهيزات والموارد البشرية بل اصبح يدمج كافة الشروط المادية والتربوية اللازمة من اطعام ونقل ومآوى ولوازم مدرسية ودعم مالي للأسر". وأشار أساسا إلى رفع قيمة منحة الداخية من 700 درهم للتلاميذ عن كل ثلاثة اشهر الى 1260 درهم ورفع عدد أيام الإطعام المدرسي وعدد المستفيدين منه وكذا توسيع قاعدة المستفيدين من المبادرة الملكية مليون محفظة بمضاعفة اعددهم بأزيد من ثلاث مرات لتصل هذه السنة الى 3 ملايين و677 ألف مستفيد. أما عن حصيلة البرنامج الاستعجالي في شقها البيداغوجي (المحور الثالث)، فأوضح الوزير أن السنة الدراسية الحالية حفلت بالعديد من المستجدات التربوية "التي تساهم في تطوير النموذج البيداغوجي للمدرسة المغربية"، مشيرا الى أن الوزارة عملت على أجرأة جزء هام منها من خلال اصدار مذكرات تنظيمية. كما تميز الموسم الدراسي الحالي، يضيف السيد اخشيشن، باستقبال الفوج الاول من "جيل مدرسة النجاح"، الذي يتعين مواكبته لتمكين جميع تلميذاته وتلاميذه من انجاز مسار دراسي بدون تكرار او انقطاع. من جهته قدم مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة دكالة عبدة السيد محمد المعزوز عرضا تطرق من خلاله ، بالخصوص ، الى حصيلة البرنامج الاستعجالي لسنتي 2009/2010 على صعيد الجهة ، والتي همت تعميم نسبة التمدرس بالتعليم الاولي بنسبة 60 بالمائة وإحداث حجرات دراسية بالمدارس العمومية (25 حجرة) وتوفير تكوين بالتدرج وتكوين مستمر لمربي ومربيات التعليم الأولي بلغ مجموع المستفيدين منهما (1012مستفيدا). كما شملت الحصيلة توسعة وإحدا ث عدد من المدارس الابتدائية والمدراس الابتدائية الجماعاتية، وكذا تغطية 54 جماعة قروية بالعليم الثانوي الاعدادي (5ر69 بالمائة) وربط 56 بالمائة من المؤسسات التعليمية بالمرافق الصحية، و44 بالمائة بالماء، و58 بالمائة بالكهرباء. وأبرزت الحصلة أيضا ان نسب التكرار على مستوى الجهة سجلت انخفاضا خلال الموسم الدراسي 2009/2010 حيث بلغت هذه النسبة في التعليم الابتدائي 60ر7 بالمائة (المعدل الوطني 12 بالمائة) وفي الثانوي الاعدادي 10ر12 بالمائة (المعدل الوطني 1ر16 بالمائة) وفي الثانوي التأهيلي 8ر15 بالمائة (المعدل الوطني 8ر18 بالمائة). وبدورها عرفت نسب الانقطاع عن الدراسة تراجعا خلال الموسم الدراسي نفسه حيث حددت في 20ر1 في التعليم الابتدائي، و90ر5 في الثانوي الاعدادي، و8 بالمائة في الثانوي التأهيلي.