(من مبعوث الوكالة: عبد اللطيف أبي القاسم) أصدرت مؤسسة منتدى أصيلة، في يوليوز الجاري، كتابا جديدا بعنوان "الأدب الإماراتي الحديث بأقلام مغربية"، وذلك في إطار الاحتفاء بدولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف للدورة الثانية والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي. ويضم الكتاب، الذي تم تقديمه أمس السبت على هامش ندوة "المشهد الأدبي في الإمارات العربية المتحدة اليوم"، 41 دراسة وقراءة ونقدا انصبت على عدد من الأجناس التعبيرية كالشعر (15 دراسة)، والقصة القصيرة (13 دراسة)، والرواية (6 دراسات)، والسيرة الذاتية والمسرح (دراستان لكل واحد منهما)، وأدب الرحلة وأدب الأطفال (دراسة واحدة لكل منهما)، إضافة إلى دراسة في النقد الأدبي. وشارك في تأليف هذا الكتاب، الذي قدم له الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة السيد محمد بن عيسى ويقع في 369 صفحة من القطع الكبير، عدد من الكتاب والنقاد والأدباء المغاربة، من قبيل محمد عز الدين التازي، وبنعيسى بوحمالة، وأحمد زنيبر، ونجيب العوفي، وحسن اليوسفي، وعبد الكريم جويطي، والعربي بنجلون، ورشيدة بنمسعود، وزهور كرام، وفاتحة الطايب، ومليكة نجيب. ومن ضمن الأعمال الأدبية الإماراتية التي تم التعرض لها في هذا الكتاب، دواوين "نحو الأبد" لظبية خميس، و"دون مرآة ولا قفص" لسعد جمعة، و"أوراق المطر" لليلى مطر، وققص "العزف على أوتار الفرح" لشيخة الناخي، و"ضجر طائر الليل" لإبراهيم مبارك، و"على حافة النهار" لعبد الحميد أحمد، ورواية "ريحانة" لميسون صقر. كما تناول الكتاب تجربتي "سرد الذات" لسلطان محمد القاسمي، و"ورقة سرير" لأحمد راشد ثاني في صنف السيرة الذاتية، و"السدادة" لصالح كرامة في صنف المسرحية، و"مدائن الريح" لعبد العزيز مسلم في صنف أدب الرحلة، إضافة إلى قراءة في كتاب "نقوش على أبواب النبط" لظاعن شاهن، الذي يندرج في خانة النقد الأدبي. واعتبر الأمين العام لمنتدى أصيلة السيد محمد بن عيسى، في تقديمه للكتاب، أن من شأن هذه المبادرات أن تملأ فراغا مهولا لا زال قائما في مجال التواصل مع المشاهد الأدبية العربية بشكل عام، ومع المشهد الأدبي الخليجي بشكل خاص"، مبرزا أن هذه المبادرة شكلت لمعظم النقاد والكتاب المغاربة المشاركين فيه، حافزا ومناسبة ملائمة للانفتاح على الأدب الإماراتي الحديث، والتواصل مع منجزه الإبداعي. وأوضح السيد بن عيسى أن مختلف المساهمات والقراءات والدراسات الواردة في الكتاب ركزت على تمثل جوانب أساسية في الإبداع الإماراتي، وإبراز قيمته الجمالية والتعبيرية والتحليلية والدلالية، مضيفا أن من بين النقاد المغاربة من "فوجئوا بالمستوى الأدبي الراقي لمجموعة من النصوص الشعرية والسردية الإماراتية، مما يشي بأن ثمة بالفعل حراكا أدبيا نوعيا، وتحولا لافتا في خارطة الإبداع الأدبي" في هذا البلد العربي. من جانبه، أبرز معد الكتاب السيد عبد الرحيم العلام، أن هذا العمل يكتسي أهمية قصوى لأنه يساهم أولا في خلق حوار مثمر وبناء مع المشهد الأدبي الإماراتي الحديث، في أجناسه التعبيرية المتنوعة، من شعر وقصة ورواية ومسرحية وسيرة ذاتية ورحلة وأدب أطفال، ونقد أدبي، وفي أسمائه المبدعة وانتمائها إلى أجيال وحساسيات أدبية مختلفة. وأضاف السيد العلام، في تذييله لهذا الكتاب، أن هذه المبادرة تتوخى في مستوى ثان، الإسهام في تعميق أشكال التواصل الثقافي والأدبي بين النقاد والكتاب المغاربة وبين المبدعين الإماراتيين، شعورا من "مؤسسة منتدى أصيلة"، وهي تحتفي في هذه الدورة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة كضيف شرف كبير، وشعورا من المبدعين والنقاد في المغرب وفي الإمارات "بضرورة تكثيف الجهود من أجل تقريب المسافة الثقافية والأدبية التي لا زالت قائمة بين جناحي وطننا الكبير". وخلص السيد العلام إلى أن مؤسسة منتدى أصيلة، من خلال نشرها لهذا الكتاب "المهم في مواده، والعميق في أطروحاته، والرصين في تحاليله المخصبة والمضيئة للتجربة الأدبية الإماراتية الحديثة"، تمنح القارئ العربي بشكل عام، فرصة الاقتراب أكثر من فضاءين أدبيين عربيين متميزين.. فضاء إبداعي إماراتي، وفضاء نقدي مغربي".