تم،مساء أمس الأربعاء،تكريم الفنان عبد النبي الجراري في إطار الدورة الحادية عشرة لمهرجان وليلي الدولي. وتميز سهرة التكريم بحفل موسيقي أحياه نجم الأغنية العربية عبد الهادي بلخياط الذي أبهر الجمهور بأدائه لمجموعة من الأغاني التي ألفها خلال القرن الماضي الفنان الجراري،من بينها "الله يصون بلادي" و"ربي اعطاك الزين". كما قدم شهادة أشاد بها بالفنان الجراري،باعتباره أحد رواد الأغنية المغربية الحديثة. من جانبها،نوهت المغنية الشابة مريم بلمير بالمهارة العالية للفنان قبل أن تؤدي مجموعة منتقاة من أغانيه،من بينها "علاش يا غزالي " و"بارد وسخون يا هوا". من جهته،اشاد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش بنجاح هذه الدورة التي عرفت مشاركة عدد كبير من الفرق الموسيقية القادمة من مختلف البلدان. ويتعلق الأمر،حسب الوزير،بمهرجان دولي للموسيقى تستفيد من تنظيمه المنطقة برمتها. وأشاد السيد حميش بهذه المناسبة بالفنان عبد النبي الجراري للخدمات التي أسداها للأغنية المغربية كمؤلف واكب العديد من المغنين المغاربة،قبل أن يسلمه هبة من الوزارة. ويعد الفنان عبد النبي الجراري أحد رواد الأغنية المغربية الذين ساهموا في الانتشار والحضور الفني للعديد من الفنانين كإسماعيل أحمد وعزيزة جلال وسميرة بنسعيد ورجاء بلمليح. وأسس أول فرقة موسيقية عصرية سنة 1945 تحت إسم "جوق الاتحاد الفني الرباطي" بمساعدة رفيقه عبد القادر الراشدي وكان هدفها الأسمى أداء أغان حماسية للدعوة للتعبئة الوطنية ومواكبة عمل الوطنيين فنيا. وجعله عمله الدؤوب أحد كبار المؤلفين وأولئك الذين وضعوا الأسس الأولى للأغنية المغربية العصرية من قبيل أحمد البيضاوي والمعطي البيضاوي وعبد السلام عامر وإبراهيم العلمي وعبد القادر الراشدي. ورغم كونه ممن ساعدوا على بروز جيل كامل من الفنانين المشهورين اليوم،فإن سمعته تعود أساسا للبرنامج التلفزي "مواهب" الذي كان يقدمه في التلفزة المغربية لاكتشاف عدد من المهارات الشابة عبر المنافسة في مختلف المجالات الفنية (الأغنية والشعر والزجل والخط العربي والإنتاج التلفزي). يذكر أن مهرجان وليلي ينظم من طرف وزارة الثقافة بشراكة مع ولاية جهة مكناس تافيلالت والجماعة الحضرية لمكناس في اطار تنشيط الفضاءات التاريخية. ويشارك في الدورة فنانون من اليونان،ضيف شرف الدورة،والولايات المتحدة،الجزائر،مصر،التشيك،بولونيا،مالي،إفريقيا الوسطى،فرنسا،اسبانيا،كوبا والشيلي فضلا عن المغرب. وتم تقديم أربعين عرضا خلال هذه الدورة في مواقع المهرجان (وليلي،ومسرح لحبول،ودار الثقافة الفقيه المنوني،وساحة الهديم،والساحة الإدارية،ومسرح أغورا).