احتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة ،اليوم الخميس ،ندوة حول موضوع "الموسيقى في عالم الإسلام"،تتوخى تحديد المخاطر التي يواجهها التراث الموسيقي،وبحث السبل الكفيلة بالحفاظ عليه. واعتبر الباحث الموسيقي أحمد عيدون خلال هذه الندوة المنظمة من طرف جامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار الدورة ال32 لموسم أصيلة الثقافي الدولي،أن التحدي المطروح في مجال الحفاظ على التراث الموسيقي،يتمثل في ضمان جودة أداء الأغاني التراثية والحيلولة دون تشويه أصلها أثناء عملية إعادة الإنتاج. وقال السيد عيدون إن الحفاظ على التراث الموسيقي في عالم الإسلام يعد قضية رابحة،باعتباره أحد مكونات الهوية الثقافية،مؤكدا على ضرورة القيام بعملية استرجاعية للتراث الشفوي لا تقتصر على حفظه في المتاحف والخزانات،بل تتجاوز ذلك إلى الترويج للقيم الراسخة فيه. ودعا ،في هذا الإطار ،إلى التركيز على نظام التدريس والتربية لتحسين أداء المتعلمين،وتعزيز البحث العلمي في موضوع "الموسيقى في عالم الإسلام"،معتبرا أن من شأن ذلك أن يسهم في تطوير القدرات مستقبلا. وفي السياق ذاته،أكد أستاذ الموسيقى بجامعة الكسليك ببيروت،والأمين العام للمجمع العربي للموسيقى السيد كفاح فاخوري،أنه من الضروري الحفاظ على القطعة الموسيقية الأصلية حتى في عملية إعادة إنتاجها من طرف الفنانين،حتى لا ينظر المتلقى إلى هذا الإنتاج على أنه هو الأصل. وأبرز ،من جانب آخر ،أن التراث الموسيقي الموجه للأطفال يجب أن يظل جزء من عملية التنشئة الاجتماعية،داعيا الأمهات إلى مواصلة ترديد "أغاني المهد" لتنويم أبنائهن كما تلقَّينَها حين كن صغيرات. من جانبه،دعا بابا ماسين سين المستشار الخاص للوزير الأول السينغالي،إلى العمل على تجميع التراث الموسيقي وتوثيقه باستخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال وإنجاز قواعد بيانات،إضافة إلى تدوين التراث الشفوي،والبحث فيه على المستوى الأكاديمي. كما طالب بالعمل على توسيع فئات الجمهور المتلقي للتراث الموسيقي،من خلال تعزيز الترويج له،ونشر المعلومات المتعلقة به من خلال إصدار أسطوانات مدمجة،وإنشاء مكتبات سمعية-بصرية وإنتاج أفلام وثائقية،وكذا إدراجه في المناهج التعليمية. وتميزت أشغال هذه النوة بتقديم رئيس جمعية دار الثقافات رئيس الجمعية العامة للدول الأطراف في اتفاقية حماية التراث الثقافي غير المادي شريف خزندار،عرضا تمحور حول تجربة "مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام" الذي أسسته هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة سنة 2008،تطبيقا لتوصية صدرت عن مؤتمر نظم في إطار الدورة 29 لموسم أصيلة الثقافي (2007). وتتواصل فعاليات الموسم الثقافي الدولي لأصيلة،الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة،تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،إلى غاية 26 يوليوز الجاري،بتنظيم عدد من الندوات والموائد المستديرة،فضلا عن أنشطة فنية وأدبية أخرى.