افتتحت، رسميا، مساء أول أمس السبت، بأصيلة، فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي في دورته الثانية والثلاثين، الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة، بحضور عدد من الفعاليات في المجالات السياسية والثقافية والديبلوماسية. وتميز الحفل الافتتاحي للموسم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويحتفي بدولة الإمارات العربية ضيفة شرف هذه الدورة، بتلاوة محمد معتصم، مستشار صاحب الجلالة، للرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال الندوة، التي تنظمها جامعة المعتمد بن عباد، في دورتها الخامسة والعشرين حول "الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية". وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة أن القضايا البيئية تكتسي طابعا كونيا، وتتطلب حلولا جماعية، وإجابات شمولية، ومشاركة مواطنة، واعتماد حكامة بيئية متوازنة ومنصفة. ومن هذا المنطلق، يضيف جلالة الملك، أصبح لزاما على المجتمع الدولي التحرك الفوري، من أجل بلورة اتفاق بيئي جديد، لمواجهة التحديات البيئية المصيرية، يقوم على أساس مبدأ المسؤوليات المشتركة، المراعية لمختلف الأوضاع. وأبرز جلالة الملك أن المغرب يتطلع إلى أن تشكل اتفاقية كوبنهاغن، رغم نقائصها، أرضية مناسبة لاتفاق شامل وملزم، يجري اعتماده في قمة كانكون، في نهاية هذه السنة. وأشار إلى أن المغرب، "بحكم موقعه الجغرافي والجيو استراتيجي المتميز، مؤهل ليكون ملتقى وجسرا للتواصل الطاقي جنوب- جنوب، وشمال - جنوب، كما أنه يعتبر الوكالة المغربية للطاقة الشمسية ورشا نموذجيا، بمرجعيته وتجربته الرائدتين، مفتوحا أمام الدول الشقيقة، ولاسيما الإفريقية منها". كما عرف الحفل الافتتاحي تلاوة رسالة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، من طرف وزير الثقافة الإماراتي، عبد الرحمان العويس، أبرز فيها أن مهرجان أصيلة يجسد قيم التسامح والحوار، التي يدافع عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأشار إلى أن استضافة موسم أصيلة الثقافي، لدولة الإمارات ضيفة شرف هذه الدورة، يؤكد دور المهرجان كقنطرة بين الشرق والغرب، مضيفا أن اختيار الندوة الافتتاحية لموضوع الطاقات المتجددة، يجسد تأكيدا لفلسفة موسم أصيلة، الذي يجعل من فعالياته وعاء للتنمية وفرصة للاطلاع على تجربة الإمارات في المجال الطاقي. وتميز حفل افتتاح ندوة "الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية"، على الخصوص، بحضور عدد من أعضاء الحكومة والسلك الديبلوماسي. وتتناول هذه الندوة، على مدى ثلاثة أيام، محاور تتعلق ب"الواقع والطموحات: كيف يمكن تجسير الهوة؟"، و"التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة"، و"البعد الإنساني في الطاقات المتجددة"، في سياق عالمي يعرف سباقا محموما في ميدان الطاقات المتجددة. كما تحتضن جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، ندوات أخرى تعنى بالتنمية البشرية والفكر والآداب والفنون، تشمل "حوار الثقافات العربية: الواقع والتطلعات" و"محمد الجابري: العقل المفقود"، و"الفنون المعاصرة والأزمة المالية العالمية" و"الدبلوماسية والثقافة" و"المشهد الأدبي في الإمارات العربية المتحدة اليوم". ويتضمن برنامج الدورة 25 للجامعة، الذي تتواصل فعالياته في إطار الموسم الثقافي الدولي لأصيلة، موائد مستديرة أيضا، حول "الهجرة وحكم القانون في أوروبا"، و"الموسيقى في عالم الإسلام"، و"الطيب صالح في الذاكرة". ويتخلل أنشطة الموسم عدد من العروض الفنية من عدد من البلدان.