(من مبعوث الوكالة عبد الله البشواري ) مع اقتراب موعد الحفلات الليلية لكناوة وموسيقى العالم ، تتفرق السبل بالجمهور، بين من يفضل منصة مولاي الحسن، ومن يتوجه وجهة باب مراكش،وثمة هنا وهناك متعة لا تقاوم. وقد كانت حفلات مساء أمس السبت مبهرة بكل المقاييس، جمعت بين السحر الكناوي، والرقصات الأمريكية، والأناشيد التونسية. تسارع الإيقاع بساحة مولاي الحسن، والشمس لم تكن قد غربت بعد، حيث أيقظ الفنان التونسي يوسف ظافر، وهو يحاور عوده، مشاعر الحب والهيام الصوفي في النفوس، وتوحدت القلوب في حضرة إنشاد روحي أدخل الساحة في ملكوت كلمات ليست كالكلمات، بل إنها نوع من السحر. وفي لحظات، ارتفع الإيقاع ، وتحررت الحناجر بصعود الفرقة الأمريكية " ستيب أفريكا" التي برعت في إبداع رقصات تقليدية للطائفة الإفريقية-الأمريكية. وجمعت الفرقة بين الأداء المسرحي في إيحاء ببعض الطقوس الإفريقية الموغلة في القدم، وبين استخدام الجسد وتحريره من القيود لينطلق في لوحة نسج فيها كل عضو في الفرقة ركنه الخاص به. ومع إعلان موعد طال انتظاره ،أطل رجل بقامة فارعة مسكون بتكناويت حتى النخاع ، كناوي سليل عائلة كناوية، مصطفى باقبو وهو يعانق الكنبري ويضبط أوتاره فتهتز ساحة مولاي الحسن مرحبة بأحد رموز تكناويت المراكشية. رقصت الساحة، ورددت مع باقبو آهاته المنبعثة من صحراء الروح ملتهبة ، وتوسلاته بكل الصحابة الكرام وبالأولياء. وكما رقصت مع باقبو القلوب شاركته الرقص أيضا فرقة " ستيب أفريكا" ، وأضحى الكل كناويا ، المغاربة أوغير المغاربة. وقادت نوارس الصويرة، جمهورا من نوع آخر إلى منصة باب مراكش، حيث ليلة من نوع آخر، جمعت بين تكناويت المغربية والجزائرية ، متجسدة في أمازيغ كاتب وعبد السلام عليكيان. وغنى أمازيغ كاتب مقاطع من ألبومه الجديد " السوق السوداء"، خاصة المشهورة منها، ومنها على سبيل المثال " بونجور" (صباح الخير)، و"غني معي"، و "أفريكان". بينما كانت "طيور كناوة" أيضا في أبهى حللها ليلة أمس . كما تألقت الفنانة المغربية فاطمة تباعمرانت ، صاحبة الربابة الفضية القادمة من أعماق سوس، والتي تغنى للحكمة والجمال. ويشار إلى أن الدورة ال`13 لمهرجان كناوة ستختتم مساء اليوم الأحد بمنصة مولاي الحسن بحفل يحييه المعلم حميد القصري، وفانسون ماصكار، ودافيد أوبيل ونكويين لي، و كريم زياد ودانييل زمرمان، و لينلي مارت و سكوت كينزي.