أكد السيد عبد الغني الصبار عامل إقليمتازة أن الأمل في تسجيل المدينة العتيقة لتازة ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني، بعد تصنيفه ضمن التراث الوطني، لا يمكن أن يتجسد إلا بتظافر جهود المتدخلين والفاعلين والمقررين من أجل رد الاعتبار للمآثر التاريخية. وأشار السيد الصبار، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام لعمالة الإقليم السيد نجيب منير اليوم الثلاثاء خلال افتتاح دورة تكوينية حول "التراث وسبل تأهيله"، إلى أن المدينة العتيقة لتازة، التي تقع بين سلاسل جبال الأطلس المتوسط ومقدمة جبال الريف، تزخر بتاريخ يعود لآلاف السنين وبإرث ثقافي وفني غني تم نقله منذ الفتوحات الإسلامية وقيام دولة الأدارسة. ويعد اختيار التراث الثقافي كمحور مركزي لهذه الدورة التكوينية النموذجية تتويجا للمجهود البراغماتي لمختلف الفاعلين ولاسيما قطاع الثقافة وتمثيلية منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بالمغرب ومجموع الآليات المتدخلة في المجال، من قبيل مكتب الداسات "إيكوترا"، التي تضع العنصر البشري في محور انشغالاتها عبر تطوير ثقافتها وتعزيز طاقاتها. ومن جانبه، شدد السيد محمود داغوري، ممثل المجلس البلدي ورئيس جمعية أصدقاء تازة، على انخراط الجماعة الحضرية والمجتمع المدني من أجل الحفاظ على الإرث الثقافي وإعادة تأهيله في إطار مسلسل التنمية المستدامة، مبرزا تعبئة جميع المنتخبين والفاعلين الجمعويين من أجل تحقيق طموح تسجيل المدينة العتيقة لتازة ضمن لائحة الإرث العالمي والإنساني. وتمحورت أشغال هذه الدورة التكوينية (22-23 يونيو)، التي استهدفت حوالي 70 شخصا ينحدرون من جهة تازة-الحسيمة-تاونات وجرسيف، حول عدة مواضيع مثل التراث الثقافي كقاطرة للتنمية وعرض أفلام وثائقية حول "الثقافة والتنمية" و"التراث المادي" و"التراث غير المادي" و"شهادات حول تجارب صياغة مشاريع للأنشطة المدرة للدخل". وتأتي هذه الدورة التكوينية عقب تسجيل المدينة العتيقة لتازة سنة 2009 ضمن لائحة التراث الوطني بمبادرة من جمعية أصدقاء تازة وبدعم من عمالة الإقليم والمديرية الجهوية للثقافة بجهة تازة-الحسيمة-تاونات. كما تروم الدورة تحسيس المنتخبين والفاعلين الجمعويين بأهمية حماية وترميم وإعادة تثمين التراث التاريخي الغني للمدينة العتيقة لتازة.