قال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ اليوم الخميس أن الهند تسعى إلى التوصل إلى مقاربة بناءة للمضي قدما في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التغيرات المناخية، مضيفا أنه "لا يمكن معالجة ظاهرة التغيرات المناخية على حساب البلدان النامية". وأكد سينغ في بيان قبيل مغادرته نيودلهي للمشاركة في قمة كوبنهاغن للمناخ ، أن بلاده مستعدة لبذل مزيد من الجهود في هذا المضمار شريطة قيام البلدان الغنية بإعداد ترتيبات "موثوق بها" في ما يتعلق بالدعم المالي ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية. وكانت الهند قد أعلنت مؤخرا أنها ستلتزم تلقائيا بخفض انبعاث الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بنسب تتراوح بين 20 و25 في المئة في أفق عام 2020 ، وذلك مقارنة بعام 2005 . وتخشى الهند،التي تعد ثالث بلد ملوث في العالم، من أن تعيق الجهود الدولية لمكافحة الاحتباس الحراري،نموها الاقتصادي وخططها لمكافحة الفقر، وترفض بالتالي الانخراط في معاهدة دولية لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون، محملة البلدان الغنية "المسؤولية التاريخية" عن التغيرات المناخية. وتأتي تصريحات سينغ غداة تعثر مفاوضات كوبنهاغن ووصولها إلى الباب المسدود خصوصا بشأن قضايا خفض الانبعاثات والتخفيف من حدة الأهداف والتمويل. وفي السياق ذاته حمل وزير البيئة والغابات الهندي جيرام راميش الدول المتقدمة مسؤولية أي فشل محتمل لقمة كوبنهاغن،"لا سيما وأنها لم تف بالتزاماتها بموجب بروتوكول كيوتو". وأكد في تصريح للصحافة أن بلاده تؤيد الرأي القائل بأن ارتفاع درجة الحرارة لا ينبغي أن يتجاوز درجتين مئويتين بحلول عام 2050،مضيفا أن هذا الهدف "قد يكون واقعيا إذا ما عبرت جميع البلدان عن استعدادها لتحمل الأعباء مع ما يتطلب ذلك من ولوج منصف للغلاف الجوي،إلى جانب دعم مالي إضافي ونقل للتكنولوجيا للبلدان النامية".