يجري المسؤولون الهنود وباكستان محادثات مباشرة ، اليوم الخميس على هامش قمة جنوب آسيا التي تعقد في مملكة بوتان, في الوقت الذي تلقي فضيحة التجسس بظلالها على الاحتمالات الضعيفة لاستئناف محادثات السلام بين البلدين. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية فيشنو براكاش للصحافيين في تيمفو, عاصمة مملكة بوتان, ان «»»»رئيسي ورزاء الهند وباكستان سيعقدان لقاء ثنائيا اليوم (الخميس)»»»». ويأتي ذلك بعد ان اعلن مسؤولون في نيودلهي ان دبلوماسية هندية تعمل في سفارة بلادها في اسلام اباد اعتقلت للاشتباه بانها نقلت اسرارا الى الاستخبارات الباكستانية. ويرجح ان يزيد ذلك من توتر الجو بين البلدين قبل الاجتماع المنتظر بين رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني. وشارك الرجلان الاربعاء في افتتاح القمة التي تستمر يومين بين الدول الثمانية الاعضاء في مجموعة جنوب آسيا للتعاون الاقليمي (سارك) التي تعقد في تيمفو. وذكرت مصادر ان سينغ سيناقش مع نظيره الباكستاني قلق بلاده من ان اسلام اباد لا تبذل جهودا كافية لقمع الجماعات المسلحة المتمركزة في باكستان. وفي تصريح للصحافيين في تيمفو , قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ان اية محادثات يجب ان تركز على ضرورة استئناف العملية السلمية. وقال «»»»لقد آن للهند ان تقرر ما اذا كانت ترغب في الحوار ام لا (...) الحوار هو السبيل الوحيد للمضي الى الامام»»»». وقال قريشي «»»»يجب ان نتجاوز مجرد المصافحة»»»», في اشارة الى المجاملات التي جرت بين سينغ وجيلاني في قمة الامن النووي التي عقدت في واشنطن مطلع ابريل. واوقفت الهند كافة اشكال الحوار مع باكستان بعد تفجيرات بومباي2008 التي اسفرت عن مقتل166 شخصا على الاقل والقيت مسؤوليتها على مسلحين متمركزين في باكستان. واعيدت الاتصالات بين الجانبين بشكل موقت في اجتماع لمسؤولين كبار من وزاتي الخارجية في نيودلهي في فبراير. الا ان الهند تؤكد ان استئناف الحوار يعتمد على مقاضاة باكستان للمسؤولين عن تفجيرات بومباي. وتضم رابطة سارك كلا من افغانستان وبنغلادش وبوتان والهند والمالديف ونيبال وباكستان وسريلانكا. وتستضيف بوتان, الواقعة في جبال الهملايا بين الهند والصين, القمة لاول مرة, وترغب في ان يتم التركيز هذا العام على التغير المناخي. وتشكلت المجموعة عام1985 لتعزيز التنمية ورفع مستوى المعيشة للسكان الفقراء في المنطقة التي تضم خمس عدد سكان الكرة الارضية. ولكن وبعد25 عاما من تأسيسها و15 قمة عقدتها, لم تحقق هذه المجموعة الكثير. ويعود ذلك في معظمه الى العلاقات المتوترة بين الدولتين النوويتين الهند وباكستان, حسب ما يرى المراقبون. وخاضت الدولتان الخصمان ثلاثة حروب من اصل اربعة منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام1947 بسبب اقليم كشمير الذي لا تزالان تتنازعان السيادة عليه. كما تتصارع الدولتان على النفوذ في افغانستان التي انضمت الى المجموعة عام 2007 . وتدور فضيحة التجسس الحالية حول الدبلوماسية مادهوري غوبتا (53 عاما) السكرتيرة الثانية في السفارة الهندية باسلام اباد. واستدعيت الدبلوماسية الاسبوع الماضي الى نيودلهي بدافع التشاور ثم اقتحمت الشرطة منزلها. وقال ضابط في الشرطة انه تم اعتقال الدبلوماسية لتسريبها معلومات سرية, وهي تهمة قد تعرضها لعقوبة السجن10 سنوات. وقالت الشرطة ان غوبتا كانت تخضع للمراقبة منذ ستة اشهر. واوضحت وكالة «»»»برس تراست اوف انديا»»»» للانباء انه يشتبه في ان الموظفة التي تعمل في الجهاز الصحافي والاعلامي, نقلت الى مخبرين باكستانيين معلومات صادرة عن رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الهندية. وكانت الموظفة معتمدة في اسلام اباد منذ حوالى ثلاث سنوات.