أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد محمد أوزين، اليوم الثلاثاء ببروكسيل، أن المغرب يعرب عن دعمه الكبير لموريتانيا وعن استعداده لمواكبة التوجهات والخيارات التنموية لهذا البلد "الجار والشقيق". وأضاف السيد أوزين، في كلمة خلال افتتاح مائدة مستديرة خصصت لتقديم التوجهات الاستراتيجية للحكومة الموريتانية وبرنامجها للاستثمار العمومي، أن المغرب يضع رهن إشارة هذا البلد الجار تجربة وخبرة المملكة في كافة مجالات التنمية من أجل التوصل معا إلى تحقيق التقدم والتنمية المنشودين. وأكد السيد أوزين أن مشاركة المغرب في هذا اللقاء تبرهن على أواصر التضامن الراسخ وحسن الجوار التي تربط المملكة ببلد شقيق هو موريتانيا، مشددا على أن المملكة تتابع باهتمام كبير التحولات التي تشهدها موريتانيا، ومشيدا بانخراط هذا البلد في مسلسل الاصلاحات والحكامة الجيدة من أجل ترسيخ دولة القانون. وبعد أن أشاد بالجهود التي تبذلها الحكومة بقيادة الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد عبد العزيز، أكد السيد أوزين أن هذه الجهود "المحمودة" التي تستحق الاشادة والدعم، تعكس الاستراتيجيات الرامية إلى محاربة الفقر وتحقيق التقدم والتنمية بموريتانيا. وذكر، في هذا الإطار، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ في كل مناسبة، يؤكد على أهمية تعزيز التضامن والتعاون مع البلدان الافريقية الشقيقة، وعلى رأسها البلدان الجارة بمنطقة الساحل الافريقي، داعيا إلى إقامة مزيد من الشراكات الحقيقية على أساس المصالح المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة. ومما يشهد على ذلك- يقول السيد أوزين- إعلان جلالة الملك محمد السادس، خلال القمة الافريقية-الاوروبية التي انعقدت بالقاهرة في أبريل سنة 2000، إلغاء ديون البلدان الافريقية الأقل نموا ورفع كل الحواجز الجمركية عن المواد المستوردة من هذه البلدان كنموذج للتعاون جنوب-جنوب. من جهة أخرى، وبعد أن أشار إلى أن التنمية المستدامة الحقيقية لا يمكن تحقيقها إلا ضمن اطار الاستقرار والأمن والتضامن وحسن الجوار، أكد السيد أوزين أن المغرب يشيد بالجهود المتواصلة للسلطات الموريتانية الهادفة الى محاربة و"بكل حزم" التهديدات الإرهابية بموريتانيا. وأعرب، في هذا السياق، عن انشغال المملكة "المتزايد" بخصوص تزايد المخاطر الأمنية التي تتزايد أكثر فاكثر بمنطقة الساحل الصحراء بسبب اتساع نطاق نشاط الجماعات الارهابية. ولهذه الغاية، يضيف السيد أوزين، فإن المغرب يجدد التأكيد على أهمية تعاون إقليمي ودولي بهدف مواجهة هذه التهديدات الكبرى، وذلك في إطار مقاربة شمولية ومندمجة، تتطلب تنسيقا واستجابة جماعية، يكون الهدف منها تعزيز الأمن بالمنطقة، بعيدا عن "كل الحسابات السياسية الضيقة وأي منطق للإقصاء". وفي معرض حديثه عن أهمية هذا اللقاء، عبر السيد أوزين عن أمله في أن تشكل هذه المائدة المستديرة، ليس فقط مجرد فضاء للتعبير عن المتمنيات والوعود، بل مناسبة لحشد النوايا الحسنة والجهود الدولية لمواكبة ودعم موريتانيا في انخراطها على درب التنمية والتقدم. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشادت وزيرة الشؤون الخارجية الموريتانية السيدة ناها بنت حمدي ولد مكناس بمشاركة المغرب في هذه المائدة المستديرة، مؤكدة أن ذلك يعكس جودة العلاقات العريقة التي تجمع بين البلدين. وقالت "إننا مقتنعون وواثقون بخصوص مستقبل العلاقات الثنائية التي سترقى إلى مستوى جد متقدم، كما يتطلع لذلك قائدا وشعبا البلدين الشقيقين"، مضيفة "أننا لا نذخر جهدا في سبيل تحقيق أهداف جد متقدمة". وفي نفس السياق، نوه السيد محمد ولد بابانا، عضو البرلمان الموريتاني، بمشاركة المغرب في هذه الندوة، مؤكدا أن المملكة تدعم موريتانيا البلد الجار والشقيق في كافة المجالات التنموية. وأضاف أن "الوفد الموريتاني يعبر عن تشكراته للمغرب، الذي ما فتىء يدعم موريتانيا على كافة الأصعدة، ويدعو المانحين إلى مواكبة مشاريع التنمية والاستثمار بهذا البلد". وقد كان موقف المغرب تجاه موريتانيا "الأكثر صراحة ومصداقية"، في ما يتعلق بدعم الملف الموريتاني، الذي قدم اليوم أمام شركاء التنمية. وبخصوص التعاون المغربي الموريتاني، أكد السيد ولد بابانا أن الشراكة الثنائية تعد "استراتيجية" وأن هذه العلاقات في وضعية جيدة، معبرا عن اقتناعه بأن هذا التعاون سيتعزز بشكل أقوى وسيشمل مختلف الميادين. يشار إلى أن هذه المائدة المستديرة، التي نظمت على مدى يومين من قبل موريتانيا بدعم من الاتحاد الأوربي والبنك العالمي وبرنامج الاممالمتحدة للتنمية، تروم على الخصوص الوقوف على واقع المبادرات التي تقوم بها موريتانيا في ما يتعلق بالحكامة الجيدة والآفاق المستقبلية. كما تتوخى الندوة تعبئة الشركاء في التنمية قصد الإسهام في تمويل برنامج الاستثمار العمومي للحكومة وتقديم فرص الاستثمار في القطاعات الواعدة بموريتانيا إلى القطاع الخاص.