أكد المشاركون في ندوة وطنية حول القضية الفلسطينية نظمتها، مساء أمس الجمعة بالرباط جمعية قدماء مدرسة النهضة بسلا، أن هذه القضية ظلت في صلب انشغالات المغاربة واهتماماتهم. وأوضحوا في هذه الندوة، التي تمحورت حول "فلسطين في قلوب كل المغاربة: قضية وطنية، تكريما للمجاهد أبي بكر القادري"، أن المغاربة لم يتوانوا، منذ احتلال فلسطين، في دعم الشعب الفلسطيني في معركته ضد الكيان الصهيوني الغاشم. وأضافوا خلال هذا اللقاء، الذي تميز بحضور المجاهد أبو بكر القادري وعدة شخصيات مغربية وفلسطينية تنتمي إلى عالم الفكر والسياسة، أن ارتباط المغاربة بالقضية الفلسطينية يعود إلى الفترة التي استعان فيها صلاح الدين الأيوبي بالسلطان أبي يعقوب المنصور الموحدي، الذي لم يتردد في توفير كل وسائل الدعم المادي والبشري لصد العدوان الصليبي على فلسطينوالقدس الشريف. وأشاروا إلى أن نصرة القضية الفلسطينية تعد محل إجماع وطني لدى مكونات الشعب المغربي، مؤكدين أن المغاربة يرفضون تهويد القدس والمشروع الاستيطاني والحصار المضروب على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني. وبخصوص تكريم المجاهد أبي بكر القادري ونضاله في سبيل نصرة القضية الفلسطينية، أبرز المشاركون في الندوة المحطات التاريخية التي ميزت المسار النضالي للأستاذ القادري في سبيل تحرير المغرب من قبضة الاستعمار الفرنسي والدفاع عن حق الفلسطينيين في إرساء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف. وأضافوا أن المجاهد أبو بكر القادري يعد من الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال التي قدمها الوطنيون إلى جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ومن مؤسسي الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، التي انتخب كاتبا عاما لها بالإجماع سنة 1970. وأشاروا إلى أن جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني بعثه إلى زعماء الدول الإسلامية في إفريقيا، بعد نكبة 1967، ليبلغهم موقف المغرب من الصراع العربي الصهيوني. وكان أبو بكر القادري قد انخرط مع المرحوم أمين الحسيني في (رابطة العالم الإسلامي)، من خلال مشاركته الفعالة في مؤتمر القمة الثالث بالطائف، والذي قدم فيه تقريرا مفصلا عن القضية الفلسطينية. يشار إلى أن هذا اللقاء عرف مناقشة عدة محاور تركزت حول "فلسطين والتحولات الجيوستراتيجية"، و"فلسطين والمنظمات العربية والإسلامية"، و"المسار السياسي لأبي بكر القادري من خلال دعمه للقضية الفلسطينية"، و"دور أبو بكر القادري في الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني".