تواصلت اليوم السبت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الرشيدية الثقافي بقراءة في رواية "إي بلوس سي أفينيتي" (وأزيد إذا حدث تجاوب) لموحى سواك، الذي تناوله المتدخلون انطلاقا من مقاربتين أساسيتين: إحداهما فلسفية والأخرى جمالية. واعتبر المتدخلون أن الرواية تبدأ حيث تنتهي الفلسفة، إذ تحاول الرواية الإجابة عن عدد من الأسئلة الفلسفية من مثل: لماذا نحن هنا? وما الذي نفعله? وإلى أين نحن ذاهبون? مشيرين إلى أن إنتاج الأفكار يعتبر في بلدان أخرى عملية مؤدى عنها، عكس ما هو حاصل في المغرب. وأشاروا إلى أن الرواية تتعرض دائما للتهميش والإقصاء، لأنها تروج باستمرار لقيم جديدة كقيم النسبية والاختلاف. وأوضحوا أن المؤلف يتناول علاقة الإنسان بالآلة، وكيف أن الأول صنع الثانية من أجل خدمته، فإذا بها تؤثر في نفسيته وسلوكه وعلاقاته، تصل إلى درجة حدوث "علاقة حب" بينها (الإذاعة والتلفزة والحاسوب...إلخ.) وبين بعض الشخصيات. وانطلقوا من شخصية عزيز في رواية "إي بلوس سي أفينيتي" الذي رأى في الشبكة العنكبوتية للأنترنيت منقذا له من البؤس الذي يعيشه في القرن الواحد والعشرين، تماما كما أنقذ العنكبوت في غار حراء رسول الله عليه السلام من كفار قريش. واعتبروا أن هذه الشخصية المعاصرة باتت تسكن عالمين، أحدهما واقعي والآخر افتراضي، وأن هذه التعددية جعلته يلبس جلد الحرباء، وتسببت في لاتوازنه النفسي، حيث بات عزيز الأمي والصعلوك والمراوغ نموذجا بالنسبة لحميد المتعلم والمتخلق والمحترم. غير أن الأنترنيت جعل حميد الذي لم يكن يملك الكلمة وسط أهله وذويه، يسترجعها ويستعملها بكل حرية، لكنها كانت وسيلة لتغيير قناعاته، لاجئا إلى الكذب وتغيير الهوية كأسلوب للخروج من الفقر والبؤس. شارك في التقديم كل من عز العرب لحكيم بناني ومحمد أكوجيل وعبد الكريم جورجي ومحمد حجاوي وصوفيا بنجلون التويمي وعزيز لعفو وحسن لشهب. ويختتم المهرجان مساء اليوم بتنظيم سهرة فنية تضم الفنانين نعمان لحلو ولطيفة رأفت وسعيدة شرف وعزف جوق مصطفى الركراكي وجوق جمعية سجلماسة لفن الملحون - أرفود وجمعية قصر السوق لفن البلدي برئاسة الفنان شريف الحمري.