قام وفد عن البرلمان العربي أمس الأحد بزيارة لغزة عبر معبر رفح المصري للتعبير عن تضامن البرلمانيين العرب مع الشعب الفلسطيني والمطالبة برفع الحصار المفروض على القطاع منذ ما يقرب من أربع سنوات. وقد التقى الوفد البرلماني العربي خلال هذه الزيارة، التي تقررت خلال دورة غير عادية عقدها البرلمان العربي أول أمس السبت بالقاهرة عقب العدوان الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية، كلا من إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة ونائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر وممثلي الفصائل الفلسطينية إضافة إلى أمهات وزوجات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. كما استمع الوفد إلى مداخلة هاتفية من الضفة الغربية لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عبد العزيز الدويك. وتم بالمناسبة وضع الحجر الأساسي لإقامة نصب تذكاري تخليدا لأرواح الشهداء الذين سقطوا في المذبحة التي ارتكبتها البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية ضد المدنيين الذين كانوا على متن سفن قافلة الحرية، المحملة بالمساعدات الإنسانية الموجهة للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. وقال السيد الطيب المصباحي، عضور مجلس النواب والذي كان ضمن وفد البرلمان العربي، في اتصال هاتفي مع وكالة المغرب العربي للأنباء لدى عودة الوفد إلى رفح المصرية مساء اليوم، إن هذه الزيارة تندرج ضمن قرار البرلمان العربي الإنخراط في المجهود العربي والدولي من أجل إنهاء مختلف أشكال الحصار المفروضة على القطاع، مشددا على ضرورة ألا تتحول قضية حصار غزة إلى مجرد قضية انسانية فحسب. وأضاف السيد المصباحي أن الوفد البرلماني العربي وجه دعوة لمختلف الفصائل الفلسطينية من أجل المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية على قاعدة الولاء للوطن والعمل من أجل تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وقد وقف الوفد ، يضيف السيد المصباحي ، على الوضع الإنساني "الكارثي وغير المقبول" في القطاع بفعل الحصار الإسرائيلي، مشيرا بالخصوص إلى أن المستشفيات في غزة أصبحت عاجزة عن تقديم الخدمات الطبية للمواطنين بسبب منع دخول المستلزمات الطبية. كما سجل عضو البرلمان العربي الغياب شبه الكلي لأي نشاط إنتاجي في القطاع وكذا غياب أبسط المتطلبات الأساسية في المؤسسات التعليمية بغزة بفعل الحصار الإسرائيلي والوضع النفسي الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، مذكرا بأن هناك آلاف الأسر في القطاع تعيش في العراء بسب استحالة إعادة بناء منازلها التي دمرها جيش الاحتلال في ظل منع دخول مواد البناء. وأكد النائب البرلماني المغربي أنه سجل خلال كل اللقاءات التي أجراها الوفد البرلماني العربي بالقطاع صدى وتقديرا كبيرا في عين المكان لمواقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي، المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في مختلف المحطات. وحسب المصدر نفسه فإن القيادات الفلسطينية في القطاع دعت بالمناسبة البرلمان العربي إلى لعب دور في الدفع نحو المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية وخصوصا بين حركتي فتح وحماس والانكباب على موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وكذا تسيير مزيد من القوافل في اتجاه القطاع من أجل فك الحصار المفروض عليه. وكان البرلمان العربي قد طالب أمس في بيان عقب دورته غير العادية بالعمل "عربيا ودوليا" على الانهاء الفوري للحصار المفروض على قطاع غزة، داعيا جميع الفصائل الفلسطينية إلى إنهاء الانقسام الحالي لمواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة. كما دعا إلى "اتخاذ الإجراءات الفورية والعاجلة لقطع كل أشكال التطبيع السري والعلني ووقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة وسحب مبادرة السلام العربية والعمل على ترسيخ ثقافة المقاومة بكل أشكالها". كما قرر البرلمانيون العرب، بالإضافة إلى الزيارة التي تمت إلى غزة اليوم، تسيير "قوافل بحرية وبرية متواصلة من كافة الدول العربية للعمل على رفع الحصار الظالم على قطاع غزة".