أجرى رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، أمس الجمعة، محادثات مع السيد رودي سال رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، تناولت بالأساس دور الجمعية في تحقيق التقارب بين ضفتي المتوسط. وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن السيد بيد الله أكد، خلال هذا اللقاء، على أهمية الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، كفضاء أساسي للحوار والنقاش بين شعوب الدول المطلة على الحوض المتوسطي من شماله وجنوبه، مذكرا بأهمية الجمعية البرلمانية التي تربط بين الدول المتوسطية التي تتقاسم نفس الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي، الذي نسجته شعوبها عبر مختلف الحقب. وشدد على دور الجمعية في إعادة الاعتبار لقيم التسامح والتعايش بين الحضارات لمقاومة أزمة الهوية، التي تعد مصدر الأخطار المختلفة، بما فيها الإرهاب. وأبرز رئيس مجلس المستشارين دور المغرب في إطار الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط وما يمكن أن يقوم به من أجل إشاعة القيم الكونية التي يتقاسمها مع شعوب المنطقة. من جهة أخرى، تطرق السيد بيد الله إلى تجربة مجلس المستشارين المغربي، مشيرا إلى تركيبته كامتداد للجهات ووظيفته وهيكلته وأدائه ودوره في ما يتعلق بالتشريع ومراقبة العمل الحكومي والدبلوماسية البرلمانية. وأبرز، من جهة أخرى، مختلف الأوراش المهيكلة التي ميزت العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس، والمشروع المجتمعي الذي يبنيه المغرب لمواجهة تحديات الألفية الثالثة. وفي معرض تناوله لتطورات قضية الصحراء المغربية، جدد السيد بيد الله التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة لإيجاد حل نهائي للنزاع في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي وصفت بالجدية والمصداقية من طرف المجتمع الدولي، تعتبر وسيلة لتحصين الأمن والاطمئنان في المنطقة المتوسطية وبناء مستقبل مشترك لأجيالها الصاعدة ينبني على التكامل الاقتصادي والاندماج والثقة المتبادلة. ومن جانبه، عبر السيد سال خلال هذا اللقاء، الذي حضره أيضا الكاتب العام للجمعية السيد سيرجيو بياتزي عن اعتزازه بطبيعة العلاقات التي تربط بين مجلس المستشارين والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، مؤكدا على الدور الهام الذي تلعبه المملكة المغربية في إغناء الحوار الثقافي والحضاري بين الشعوب والأمم. كما نوه رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بالدور الذي يضطلع به البرلمانيون داخل هذا الفضاء. ومن جهة أخرى، أشاد السيد رودي بالتطورات المهيكلة التي يعرفها المغرب، معتبرا أن هذه زيارة ستمكنه من الإطلاع أكثر على الدينامية التي تشهدها المملكة على كافة الأصعدة. وأكد على أهمية الاجتماع الذي تعتزم الجمعية عقده بالرباط مع نهاية أكتوبر المقبل.