أكد السيد نور الدين الصايل المدير العام للمركز السينمائي المغربي ونائب رئيس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، اليوم الجمعة بالرباط، أن "القاعات السينمائية هي الأساس"، وأن "المراتبية تنبني على السوق أولا". وأضاف السيد الصايل، في لقاء بفيلا الفنون في إطار أسبوع الفيلم الأفريقي الذي تنظمه مؤسسة "أونا" والمركز السينمائي المغربي (31 ماي- 6 يونيو)، أن القاعات الصغرى هي المستقبل، وفي حمايتها حماية للمستقبل. وفي هذا السياق، تحدث عن القاعات المصرية، التي يمكنها الاستغناء عن الاستيراد، والتي تناقص عددها بالرغم من ذلك إلى 250 شاشة اعتبارا لتمركزها في قاعات صغرى أكثر استقطابا للجمهور (من قبيل مجموعة شاهين التي تتوفر على 35 شاشة). وشدد على ضرورة استرجاع الثقة وبالتالي استرجاع السوق، إذ أن الجمهور موجود ولكنه يطلب احترامه من خلال قاعات القرب ومن خلال قاعات في المستوى تعرض أفلاما جيدة وجديدة مشيرا إلى أن القرصنة لا تشكل إلا حوالي 25 في المائة من المشكل. واستدل السيد الصايل على حضور الجمهور بتحقيق فيلم (الخطاف) من بطولة سعيد الناصري ل25 ألف مقعد في ظرف أسبوع واحد بالدار البيضاء (لانكس وميغاراما) ومراكش وطنجة فقط، وتحقيق فيلم (كازانيكرا) لمخرجه نور الدين الخماري نجاحا كبيرا ب 280 ألف مقعد باعتبارهما "فيلمين مقبولين أكاديميا". كما استدل على المستوى الدولي بإنتاج فرنسا 215 فيلما عام 2009 وببيع 214 مليون تذكرة في العام ذاته بالرغم من الاستيلاء غير القانوني يوميا على حوالي 500 ألف أخرى من خلال (أ.دي. إس .إل). وشخص السيد الصايل وضعية الفن السابع في عدد من البلدان الأفريقية من قبيل المغرب الذي كان يتوفر على 250 قاعة في مطلع استقلاله ولم يعد يتوفر إلا على 70 حاليا والجزائر التي كانت تتوفر على 350 قاعة في مطلع استقلالها ولم تعد تتوفر إلا على ثمانية أو عشرة. وتحدث عن السينغال التي لم تنتج فيلما واحدا منذ أربع سنوات وحيث أغلقت آخر قاعة (كوليزي) بدكار قبل ثلاث سنوات وتشتغل قاعات بسان لوي من حين لآخر، وكذا نيجيريا التي لا تتوفر على قاعة أو أفلام سينمائية، وبوركينا فاصو التي تنتج فيلمين سنويا مشيرا إلى أن اضمحلال السوق يؤدي إلى عدم تقدم الإنتاج. وأعرب السيد الصايل عن تفاؤله بخصوص السينما المغربية والجهود الحثيثة التي تبذل من أجل النهوض بها مشيرا إلى أنه "في الكم توجد إمكانية حدوث تطور كيفي"، إذ أن الصواب لا يتشكل إلى بعد حدوث الخطأ و"عندما تغلق جميع الأبواب أمام الأخطاء، تبقى الحقيقة في الخارج". كما أعرب عن الأمل في أن ينتقل عدد الشاشات بالمغرب من سبعين فقط في خمسين قاعة تقريبا ، إلى حوالي 300 شاشة (تتوفر إسبانيا على 3000 شاشة). وأضاف أنه لا بد من النقد والمقاومة والصفير والتصفيق أيضا مستشهدا بمقولة بالفيلسوف الألماني إيمانويل كانط حول الحمامة التي لم تكن تدري أن مقاومة الهواء ليس السبب في التقليل من سرعة طيرانها بل إنه لازم لهذا الطيران. وعلى صعيد آخر، ثمن السيد الصايل عاليا الجهود الضخمة التي بذلها المخرج سهيل بن بركة (وهو من مغاربة تومبوكتو) من أجل النهوض بالفيلم المغربي والأفريقي معتبرا أنه شكل منذ عام 1973 جماعة لوحده إلى جانب جماعة "سيغما 3" وجماعة مصطفى الدرقاوي.