أكد المشاركون في يوم دراسي حول "المرأة كموضوع وكفاعل في وسائل الإعلام"، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن صورة المرأة في الإعلام لا تعكس التطور الذي حققته في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بقدر ما تكرس دونيتها. وأوضح المشاركون، في هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع، أن وسائل الإعلام لا تزال مقصرة في تعاملها مع المرأة، إذ تستمر في تمرير خطاب إعلامي يكرس دونية المرأة ويعيد إنتاج صور نمطية تمعن في تشييئها وتبضيعها، خاصة من خلال الوصلات الإشهارية. وفي هذا السياق، أبرزت السيدة زهرة شكاف نائبة برلمانية ، في مداخلة لها، أنه بالرغم من انفتاح الإعلام الوطني على قضايا المرأة، فإنه قليلا ما يجنح إلى إبراز الأدوار السياسية والاقتصادية والثقافية للمرأة. ودعت السيدة شكاف إلى اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي في كل البرامج الإعلامية وتعبئة كافة الفاعلين خاصة في المجالات الإعلامية والسياسية والاقتصادية للانخراط في ترسيخ وإشاعة ثقافة المساواة بين الجنسين، واحترام كرامة المرأة في الإعلام. وأكدت على ضرورة تفعيل مضامين الميثاق الوطني لتحسين صورة النساء في الإعلام ، داعية إلى وضع خارطة طريق حقيقية للارتقاء بالأداء الإعلامي وتوجيهه نحو الاهتمام بشكل أكبر بقضايا النساء، ونبذ الصور التي تأثر سلبا على الرأي العام وترسخ لديه تمثلات ومواقف مهينة لمكانة المرأة في المجتمع. من جانبه، قال المنسق العام للحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع السيد جمال الدين ناجي، إن قضية المرأة سواء كموضوع أو كفاعل في الإعلام لها علاقة بالسياق الوطني السيو سيو- ثقافي، موضحا أن المجتمع المغربي تحكمه العقلية الذكورية. ويستلزم بذل مزيد من الجهود، حسب السيد ناجي، لتأخذ وسائل الإعلام الوطنية مسافة بينها وبين الثقافة السائدة حتى تتعامل بشكل موضوعي وبرؤية المساواة مع قضية النوع، معتبرا أن الورش الواقعي الذي يمكن تحقيق إنجازات لا رجعة فيها هو المؤسسة الإعلامية، وذلك انطلاقا من اعتماد الميثاق التحريري وميثاق الشرف وحكامة تركز على قضية المساواة بين المرأة والرجل. من جانبها، شددت السيدة جميلة المصلي نائبة برلمانية، على أن الإعلام الوطني لا يتطرق للمكتسبات التي حققتها المرأة المغربية إلا في المناسبات، داعية إلى جعل الرهانات التي كسبتها المرأة قاطرة للدفع بدورها الريادي، ولتشجيع نساء أخريات على الانخراط في المسلسل التنموي الذي تشهده المملكة.