بعد بضعة أشهر من الانتهاء من عمليات إعادة إسكان ما مجموعه ثلاثة آلاف و106 أسرة من مخيمات الوحدة بالداخلة، جاء دور قاطني الحي الصفيحي "الحرايات" لولوج مساكن جديدة في إطار رؤية شاملة ترمي إلى تحسين ظروف عيش كافة الفئات الاجتماعية. وفي هذا الإطار، ترأست لجنة رسمية اليوم الاثنين، العملية الأولى لهدم الحي الصفيحي "الحرايات"، معلنة بذلك الانطلاق الفعلي لعمليات إعادة إسكان قاطني هذا الحي، الذي يعتبر آخر تجمع للسكن غير اللائق بالداخلة، والذي سيمكن القضاء عليه من إعلان عاصمة جهة وادي الذهب لكويرة " مدينة بدون صفيح ".
وقد تمت عملية إعادة إسكان قاطني حي " الحرايات " بحضور كاتب الدولة المكلف بالتنمية المجالية السيد عبد السلام المصباحي ووالي جهة وادي الذهب - لكويرة عامل عمالة وادي الذهب السيد حميد شبار، والمنتخبين، ومسؤولي قطاع الإسكان، والفاعلين المحليين وممثلي الساكنة.
وتأتي عملية إسكان قاطني الحي الصفيحي "الحرايات"، المندرجة في إطار البرنامج الجديد للإسكان والتعمير بجهة وادي الذهب - لكويرة، لتكرس الجهود المبذولة من قبل مجموع الشركاء من أجل التغلب على الاختلالات المسجلة في المجال.
كما تسعى هذه العملية الطموحة إلى تزويد مختلف المراكز بالتجهيزات والبنيات التحتية الضرورية وتثمين كافة المؤهلات المحلية وكذا عوامل جاذبية الجهة لتعزيز تنميتها الاجتماعية والاقتصادية.
وقد أعدت مدينة الداخلة مشروعا للتنمية الحضرية بغلاف مالي يقدر ب300 مليون درهم، يمتد على مدى ثلاث سنوات (2009/2012)، ويتمحور بالخصوص على القضاء على الأحياء الهامشية، وتطهير الصلب والسائل بالمدينة، فضلا عن تأهيل المدينة من أجل تعزيز موقعها كمدينة ذات طابع سياحي.
ويهم الشطر الأول من عملية إعادة إسكان حي الحرايات 206 أسرة، استفادت من بقع أرضية مجهزة تتراوح مساحتها بين 5ر73 متر مربع و98 متر مربع، بعد عملية سحب للقرعة نظمت الأسبوع الماضي.
وسيتم تنظيم عمليات مماثلة لسحب القرعة، إلى أن يتم تسليم قطع أرضية لمجموع سكان الحرايات، الذي يضم 1998 أسرة، والذين سيعاد إسكانهم على مساحة أرضية تبلغ 50 هكتارا في إطار عمليات البناء الذاتي بتجزئتي النهضة والوحدة.
وحسب إحصائيات قدمها السيد عامل مراد مفتش الإسكان والتعمير والتهيئة المجالية بالجهة فإن عملية إعادة قاطني حي لحرايات، والتي عبأ لها غلاف مالي يقدر بحوالي 78 مليون درهم، تندرج في إطار البرنامج الجديد للإسكان بالداخلة، الذي مكن من إعادة إسكان مجموع الأسر (3106) القاطنين بمخيم الوحدة بميزانية قدرها 2ر201 مليون درهم في تجزئة مجهزة تبلغ مساحتها 81 هكتار.
ويروم البرنامج الجديد للإسكان والتعمير، الذي أعطيت انطلاقته في أبريل سنة 2008، إلى ضمان سكن لائق لمختلف الفئات الاجتماعية في الجهة والقضاء على السكن غير الصحي وفقا لأهداف وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.