تم اليوم الأربعاء إعلان الداخلةالمدينة ال`39 بدون صفيح بالمملكة، وذلك بعد هدم آخر براكة صفيحية بحي الحرايت. وقد ترأس وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد أحمد توفيق حجيرة بالداخلة عملية الهدم هاته، معلنا بذلك انتهاء عمليات إعادة إسكان القاطنين في هذا الحي الصفيحي ومخيمات الوحدة وإعلان حاضرة جهة واد الذهب الكويرة مدينة بدون صفيح.
وباعتبارها فاعلا رئيسيا في إنجاح هذه العملية، فقد تولت وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بشراكة مع شركة عمران الجنوب، تهيئة ما مجموعه 5548 بقعة أرضية مخصصة لإعادة إسكان قاطني مخيمات الوحدة (1 و 2) بتكلفة إجمالية بلغت 184 مليون درهم، ومنحت كل أسرة من هذه المخيمات مساعدات مباشرة تقدر ب`32 ألف درهم لتشجيعها على بناء منازل جديدة.
وأشرفت على إعادة إسكان مخيمات الوحدة والحرايت الذي كان ثمرة مجهدوات بذلها عدد من الشركاء، لجنة محلية للتتبع التقني ترأسها والي جهة واد الذهب الكويرة وضمت على الخصوص رجال السلطة وممثلين عن المفتشية الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية المجالية والوكالة الحضرية وشركة عمران الجنوب.
وأشاد السيد حجيرة، في لقاء تواصلي انعقد بمقر ولاية جهة واد الذهب الكويرة بمناسبة إعلان الداخلة مدينة بدون صفيح، بالمجهودات التي بذلها مختلف المتدخلين لإنجاح عملية القضاء على هذه الأحياء الصفيحية، مبرزا روح التشاور والشراكة الذي ميز مسار هذه العمليات والعلاقات بين السكان والسلطات والمنتخبين ومختلف القطاعات والإدارات.
وقال إنه بالقضاء على هذه الأحياء الصفيحية، تكون مدينة الداخلة قد خطت مرحلة جديدة في مجال التنمية المحلية، داعيا إلى التعبئة من أجل "حماية وتعزيز هذه المكتسبات والحيلولة، من خلال المراقبة المستمرة، دون ظهور، مستقبلا، أحياء صفيحية جديدة بالمدينة".
وشدد الوزير على أهمية بذل الجهود من قبل الجميع من أجل القضاء على السكن غير اللائق بالمدينة وتلبية الاحتياجات السكنية لجميع الشرائح الاجتماعية في المنطقة.
وأعلن الوزير, خلال هذا اللقاء, عن انطلاق برنامج جديد للتعمير والإسكان بالداخلة يشكل موضوع ثلاثة اتفاقيات شراكة تم توقيعها بهذه المناسبة لتعزيز البنيات التحتية الأساسية لبعض الأحياء بالمدينة.
من جهته, أبرز والي جهة واد الذهب الكويرة عامل إقليم واد الذهب السيد حميد شبار أهمية الجهود المبذولة من قبل جميع المتدخلين لإنجاح عملية إعادة إسكان القاطنين بالأحياء الصفيحية في الداخلة, مؤكدا أن المجهودات ستتواصل للقضاء على كل النقط السوداء للسكن غير اللائق بالمدينة.
وثمن السيد شبار أوراش التهيئة الحضرية المفتوحة بالمدينة في إطار رؤية شمولية تروم تحسين الظروف المعيشية للسكان تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.
وتندرج عملية إعادة إسكان مخيمات الوحدة والحرايت في إطار البرنامج الجديد للتعمير والإسكان للداخلة والذي يدخل بدوره في إطار البرنامج العام للتعمير والإسكان الذي تمن إطلاقه سنة 2006 بالأقاليم الجنوبية للمملكة من خلال وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب وشركة العمران الجنوب.
ومكنت المرحلة الأولى (ما بين 12 أبريل و10 أكتوبر 2008) من مسلسل إعادة إسكان قاطني الأحياء الصفيحية بالداخلة, الذي تم على مرحلتين, من القضاء على ما مجموعه 3106 براكة بمخيمات الوحدة (1 2) وإعادة إسكان قاطنيها بتجزئة جديدة على مساحة إجمالية بلغت 77 هكتار, بعد أن استفادت كل أسرة من بقعة أرضية مجهزة بتجزئة مدينة الوحدة ومساعدات مباشرة بلغت 32 ألف درهم بالإضافة إلى المواكبة التقنية.
وهمت المرحلة الثانية, التي بدأت في 14 دجنبر الماضي, القضاء على ما مجموعه 2011 براكة في آخر حي صفيحي بالداخلة "الحرايت" الذي تم إعادة إسكان قاطنيه بمدينة الوحدة وتجزئة النهضة على مساحة إجمالية تقدر ب`53 هكتار.
وبذلك, فإن عمليات القضاء على الأحياء الصفيحية بالداخلة تكون قد توجت بالقضاء على 5117 براكة, وبناء تجزئتي الوحدة والنهضة على مساحة إجمالية تقدر ب`160 هكتار, وإعادة إسكان أزيد من 25 ألف شخص بتكلفة إجمالية تقدر ب`328 مليون درهم.
وتميزت عملية إعادة الإسكان هاته بمنح المستفيدين قطع أرضية مجهزة تتراوح مساحتها ما بين 73 و100 متر مربع تتكون من ثلاثة طوابق متواجدة بتجزئات عرفت تشييد وبرمجة مجموعة من مرافق القرب متمثلة في مدرسة ومقاطعتين حضريتين ودائرة للشرطة وملعب للرياضة ومركز صحي.