تم أمس الثلاثاء إعلان بوجدور المدينة ال40 بدون صفيح بالمملكة، وذلك بعد عملية هدم آخر براكة صفيحية بمخيمات الوحدة، والانتهاء من عمليات إعادة إسكان القاطنين بهذه المخيمات. وقد استفاد من هذه العملية، التي تندرج في إطار البرنامج الجديد للتعمير والإسكان لبوجدور الذي يدخل بدوره في إطار البرنامج العام للتعمير والإسكان الذي تم إطلاقه سنة 2006 بالأقاليم الجنوبية للمملكة من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب وشركة العمران الجنوب، 5 آلاف و507 أسرة (نحو 27 ألف نسمة)، أي أكثر من نصف ساكنة مدينة بوجدور. وباعتبارها فاعلا رئيسيا في إنجاح عمليات القضاء على السكن غير اللائق بالأقاليم الجنوبية، فقد حرصت وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب على تجهيز وتهيئة أزيد من 3 آلاف بقعة أرضية بمدينة بوجدور وجعلها قابلة للاستغلال، لتمكين الساكنة من الاستفادة منها. كما قامت الوكالة بتقديم الدعم لحوالي 2497 أسرة في إطار عمليات البناء الذاتي (مساعدة مباشرة ومواكبة)، حيث بلغت الإعتمادات التي تم رصدها للدعم التقني والمساعدة المباشرة للمستفيدين حوالي 80 مليون درهم. وبهدف ضمان التجانس الاجتماعي وانخراط الساكنة في الأحياء الجديدة، عمدت السلطات العمومية إلى تجهيزها بالمرافق الضرورية، وذلك بالتزامن مع عملية البناء الذاتي. وفي هذا الإطار ترأس وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية السيد أحمد توفيق احجيرة لقاء تواصليا بعمالة إقليم بوجدور دعا فيه إلى الحفاظ على التميز الذي حققته هذه المدينة والعمل على تكثيف المراقبة وتلبية الاحتياجات السكنية لجميع الشرائح الاجتماعية من أجل تحصين هذه المكتسبات التي تتجسد أساسا في القضاء النهائي على جميع أشكال البناء العشوائي بهذه المدينة. وأشار السيد احجيرة، خلال هذا اللقاء الذي حضره والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء عامل إقليمالعيون السيد محمد جلموس وعامل إقليم بوجدور السيد محمد الناجم ابهاي والرئيس المدير العام لشركة العمران الجنوب السيد محمد بلبشير وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي المجتمع المدني، إلى أن مدينة بوجدور خطت اليوم مرحلة جديدة في مجال التنمية المحلية. وأشاد بمستوى التنسيق الذي ميز مسار هذه العمليات من قبل جميع الفاعلين والمتدخلين والمستفيدين لإنجاح عملية القضاء على هذه المخيمات وإعادة إسكان قاطينها. من جهته، نوه عامل إقليم بوجدور السيد محمد الناجم ابهاي بالمجهودات التي تبذلها الحكومة من اجل تحقيق تنمية مستدامة بهذا الإقليم وذلك تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، مشيرا إلى أن مدينة بوجدور وبفضل المشاريع الكبرى التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زيارته لهذا الإقليم شهر مارس سنة 2006، تمكنت من القضاء نهائيا على أحياء الصفيح. أما المدير الجهوي لوكالة الجنوب السيد صالح داحا فأبرز أن الوكالة ترتكز في إستراتيجيتها التنموية على القضاء على السكن غير اللائق بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا إلى أن الوكالة عملت على تهيئة 40 في المائة من مجموع البقع الأرضية التي تم توزيعها على المستفيدين ببوجدور.
وأضاف السيد داحا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوكالة منحت كل أسرة من هذه المخيمات مساعدات مالية مباشرة ومواد عينية على شكل مواد للبناء من اسمنت وحديد لتشجيعها على بناء منازل جديدة مشيرا إلى أن الوكالة ساهمت في القضاء على 11 ألف براكة بالعيون وحوالي 5 آلاف براكة بالداخلة و 5704 براكة ببوجدور. وأوضح أن الوكالة تعمل أيضا، في إطار من التنسيق والتشاور مع كافة الفاعلين بإقليمالسمارة، من اجل إعلانها مدينة بدون صفيح في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وأشار الى انه سيتم صياغة منهجية لمعالجة السكن غير اللائق بالسمارة طبقا لمتطلبات الساكنة والشركاء على المستوى المحلي. وقد انطلقت عملية إعادة إيواء قاطني هذه المخيمات في 26 يونيو 2008 على مجموعة من المراحل ليتم بذلك القضاء على ما مجموعه 5382 براكة بمخيمات الوحدة 1و2 وإعادة قاطنيها بتجزئات التنمية والوحدة 1و2 والأمان 1 و2 التي تم تجهيزها على مساحة إجمالية بلغت 213 هكتار بكلفة مالية تقدر ب340 ألف درهم. ولبلوغ هذه النتائج وإعلان بوجدور مدينة بدون صفيح، اعتمدت شركة العمران للجنوب في "برنامج مدن بدون صفيح ببوجدور"، الذي يهدف إلى القضاء النهائي على المخيمات ودور الصفيح ودعم البنيات التحتية بمناطق التعمير الجديدة، على منهجية محلية تهم تعبئة أراضي عمومية قابلة للتهيئة تنسجم مع توجهات وثائق التعمير. كما تم إعداد ملفات الاستفادة، واعتماد التجهيز المتكامل بدلا من التجهيز التدريجي، وإحداث لجنة للمواكبة والتتبع، وانطلاق أشغال البناء الذاتي مع المصاحبة التقنية من طرف ممثلي شركة العمران الجنوب، إلى القضاء النهائي على المخيمات ودور الصفيح ودعم البنيات التحتية بمناطق التعمير الجديدة. وقد استفاد قاطنو مخيمات الوحدة، الذين تمت إعادة إسكانهم، من قطع أرضية مجهزة تتراوح مساحتها ما بين 108 و120 متر مربع تتكون من ثلاثة طوابق، بتجزئات تم تجهيزها وتهيئتها بمجموعة من المرافق العمومية كالمدارس والمراكز الصحية ومرافق القرب، إضافة إلى مصاحبة تقنية ومالية واجتماعية. وقدمت للوزير والوفد المرافق له بالمناسبة مشاريع الإنعاش العقاري المبرمجة في إطار تنويع المنتوج السكني الجديد ببوجدور. وتهم هذه المشاريع تجهيز 354 بقعة أرضية على مساحة 35ر7 هكتار بتجزئة لالة سكينة 2 لبناء 290 سكن يضم سكن سفلي وطابقين و 61 سكن تجاري وطابقين إضافة الى ثلاث مرافق عمومية و128 بقعة على مساحة 6 هكتارات لانجاز 92 فيلا متسلسة و36 فيلا توأم ومرفقين عموميين بتجزئة الكورنيش 1، إضافة إلى 40 بقعة على مساحة هكتار ونصف لانجاز فيلات اقتصادية بتجزئة الكورنيش 2. كما قدمت بالمناسبة معطيات حول المساحة الإجمالية للمناطق المفتوحة للتعمير المحاذية للنسيج العمراني ببوجدور والتي تقدر ب 216 هكتار، و دراسة ميثاق الهندسة المعمارية لمدينة بوجدور التي رصد لها غلاف مالي يقدر ب`600 ألف درهم والتي سيتم إنجازها على مدى 18 شهرا، وتصميم تهيئة مدينة بوجدور بتكلفة مالية تقدر ب800 ألف درهم إضافة إلى المخطط المديري للتهيئة الحضرية لساحل إقليم بوجدور الذي سيتم انجازه على مدى 16 شهرا بقيمة مالية تقدر ب مليونين 500 ألف درهم. وقد تميز إعلان بوجدور مدينة بدون صفيح بتوقيع أربع اتفاقيات تتعلق بالتأهيل الحضري بالأحياء الناقصة التجهيز بمبلغ 15 مليون درهم، ودراسة التهييئ الحضري بمبلغ مليون درهم، وتمويل ربط تجزئتي الأمان والتنمية بشبكة الماء الصالح للشرب بمبلغ 20 مليون درهم إضافة إلى توقيع محضر إعلان بوجدور مدينة بدون صفيح.