شكل موضوع " فك العزلة القروية بواسطة آليات الاشغال الطرقية.. التجارب والمقاربات ووسائل التدبير"، محور أشغال يوم دراسي نظم اليوم الأربعاء بمقر عمالة إقليمالحوز. ويروم هذا اللقاء، الذي نظمه صندوق التجهيز الجماعي بشراكة مع عمالة الإقليم تحت اشراف المديرية العامة للجماعات المحلية، ربط العلاقة والاعتماد على التجارب المبدعة بين الجماعات المحلية وشركائها القطاعيين والماليين والخبراء المتخصصين في تنظيم وتمويل وتدبير الهياكل المرتبطة بفك العزلة عن العالم القروي عبر شق الطرق. وأوضح عامل اقليمالحوز السيد بوشعيب المتوكل، في كلمة له بهذه المناسبة، أن الكفاءات التي تتوفر عليها الجماعات المحلية لا تقتصر فقط على تدبير الخدمات ذات الطابع الاداري أو الاضطلاع بمهام الشرطة الإدارية (الحفاظ على السلم والصحة والنظام العام)، بل تتجاوز ذلك لتشمل انجاز البنيات التحتية، وإعداد برامج التجهيز الكفيلة بجلب الاستثمارات الضرورية وضمان الإطار الملائم للقيام بكل نشاط اقتصادي. وأضاف أن وضع هذه التجهيزات ذات المنفعة العامة لا يمكن تحقيقها بالاعتماد فقط على الامكانيات المالية الذاتية للجماعات المحلية، ولكن يتطلب كذلك دعم من قطاعات حكومية أخرى وهيآت عمومية، مشيرا الى الامكانيات التي تعتمد عليها الجماعات المحلية لتمويل المشاريع من بينها برمجة الفائض المالي للتدبير أو عبر القروض الممنوحة من قبل صندوق التجهيز الجماعي. وبعد أن ثمن الدور الذي يقوم به صندوق التجهيز الجماعي بتبني سياسة القرب، لاحظ عامل الاقليم أن الحكامة أصبحت اليوم ذات أهمية كبرى، باعتبار أن الجماعات المحلية تضطلع بمهام من شأنها أن تصبح شيئا فشيئا جد معقدة بسبب النمو الديمغرافي، مما يدعو الى رفع التحديات المتعلقة بالحكامة الجيدة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وفي هذا الإطار، استعرض السيد بوشعيب المتوكل المنجزات الكبرى التي تم تحقيقها في مجال اللامركزية بالمغرب، خاصة مع اعتماد الميثاق الجماعي الجديد التي اهتم بمبدإ ديمقراطية القرب، والذي يشكل قفزة نوعية في مجال الحكامة المحلية. وشدد على أهمية التخطيط الاستراتيجي لتحقيق تنمية متجانسة على صعيد كل جماعة، وضمان مناخ مناسب لانعاش الاستثمار وخلق الثروات، وذلك عبر تعبئة شاملة لكافة الموارد التمويلية للمشاريع وانخراط مختلف الفاعلين المعنيين. وأشار الى الجهود الكبيرة التي بذلت على مستوى الاقليم، والتي توجت باعداد مخططات التنمية الجماعية ومخطط التنمية الاقليمية وتكوين بنك للمعلومات دقيق ومحين، وذلك من خلال تبني مسار الحوار التشاركي من أجل تحديد، عن قرب، كل المشاكل والاكراهات التي يتم مواجهتها. ولاحظ السيد المتوكل أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد شكلا من أشكال الابداع للدعم والتعاون لبلورة برنامج مجتمعي للتنمية فضلا عن كونها تعطي معنى دقيقا لمفهوم الحكامة. من جهته، أوضح رئيس قسم تنمية الجماعات المحلية بمديرية التخطيط والتجهيز بالمديرية العامة للجماعات المحلية السيد حميد توتي، أن فك العزلة على العالم القروي يعد أحد الأوراش الكبرى التي شرعت فيها المملكة من أجل تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية المنشودة، وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية المستهدفة، مشيرا الى أن الجماعات المحلية لها دور هام في هذا المجال. وبعد أن قدم لمحة شاملة ومعززة بالارقام حول البرنامج الوطني للطرق القروية على صعيد إقليمالحوز، أشار السيد توتي إلى بعض الصعوبات التي تواجهها الجماعات المحلية، خاصة في مجال اقتناء وتدبير وصيانة الآليات. من جانبه، أبرز نائب المدير المكلف بالجهة الوسطى بصندوق التجهيز الجماعي السيد شكيب بنيس أن هذا اللقاء من شأنه أن يقدم إجابات ملموسة للمشاكل التي تعترض المنتخبين والأطر المحلية لاستغلال وتدبير الهياكل المخصصة لفك العزلة على العالم القروي من خلال فتح وصيانة الطرق القروية.