دعا ممثلو أزيد من 50 مؤسسة إقليمية تمثل 21 بلدا من حوض البحر الأبيض المتوسط، اجتمعوا أمس السبت في باليرمو ( صقلية جنوب إيطاليا)، إلى خلق" منطقة متوسطية كبرى" في أقرب الآجال. وجاء في الإعلان الذي تم تبنيه عقب هذه الندوة، التي تم تنظيمها تحت شعار "موحدون من أجل المتوسط"، أن هذه المنطقة الكبرى ستمكن من " تدبير استراتيجية موحدة، عبر تنسيق وتثمين كل الشبكات والروابط الموجودة مسبقا أو التي يمكن خلقها بين المؤسسات والجماعات المحلية والأشكال المنظمة من المجتمع المدني". وعبر المشاركون في هذه الندوة، المنظمة في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 64 لتخويل وضعية الحكم الذاتي الجهوي لصقلية، عن إرادتهم للعمل بكيفية ملموسة وناجعة من أجل دعم مسلسل السلام والاستقرار في هذه المنطقة والخروج بشكل نهائي من الأزمة، وكذا دعم والدفع من أجل إنجاح الاتحاد من أجل المتوسط والآليات المرصودة لهذا الغرض. كما اقترحوا العديد من المسالك ذات الأولوية الكفيلة بتحقيق الاستراتيجيات والبرامج المشتركة " الفعالة لتشكيل المنطقة المتوسطية الكبرى"، من قبيل تنسيق الوقاية المدنية المندمجة وتكثيف النقل البري ( عبر السكك الحديدية والنقل الطرقي) وكذا البحري والجوي، علاوة على تطوير دور المعاهد الموجودة أصلا ، من قبيل "إيموني" أو "إيراموس". ومن جهة أخرى، دعا المشاركون في الندوة إلى تطوير توازن أفضل بين العولمة والتنمية المحلية، وتدبير تدفقات الهجرة، وتثمين الدور المتنامي للمدن في التنمية المستدامة وإنعاش دور الجزر في العلاقات ما بين دول الحوض المتوسطي. ومثل المغرب في هذه الندوة كل من السادة بوعمر تغوان، رئيس مجلس جهة الرباط - سلا - زمور - زعير والسيد محمد بودرا، رئيس جهة تازة - الحسيمة - تاونات. وفي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، عبر السيد تغوان عن ارتياحه إزاء المشاركة المغربية في هذه الندوة الهامة وكذا في الاجتماع المؤسس لجائزة " الشريف الإدريسي"، تكريما لهذا الجغرافي المغربي الذي يعتبر أول من أعد خريطة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشاد السيد تغوان بعد التذكير بأن جهة الرباط - سلا - زمور - زعير ترتبط بنظيرتها صقلية من خلال اتفاقيات للشراكة تشمل عدة مجالات، بالوعي الذي عبر عنه المشاركون بخصوص ضرورة تطوير التقارب بين ضفتي المتوسط وتدعيم الحوار بين الثقافات والأديان. وأشار إلى أن هذا الوعي يبشر بمرحلة جديدة من العلاقات بين الشركاء المتوسطيين التي تتميز بإزاحة الحواجز وتدعيم المبادلات في مختلف الميادين، معتبرا أنه من الضروري إحداث تجمعات داخل الفضاء المتوسطي على طريق تحقيق الإندماج والتكامل. وركز السيد تغوان في هذا الصدد، على أهمية اتحاد المغرب العربي وانخراطه الشامل والكامل في مسلسل إقامة الصرح الذي تتطلع إليه المنطقة المتوسطية.