خرج آلاف الفلسطينيين، أمس السبت، في مسيرات حاشدة بغزة و الضفة الغربية وفي دول الجوار إحياء للذكرى ال`62 للنكبة، مجددين تمسكهم بحق عودة اللاجئين إلى وطنهم الأم. وانطلقت في مناطق متعددة من الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات مسيرات ومظاهرات شارك فيها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، معربين عن تمسكهم بحق العودة ورفض كل المؤامرات التي تحاول النيل من حقهم وإفراغ قضيتهم من جوهرها. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بوقف سياساتها التعسفية المتمثلة في الاستيطان وبناء الجدار وكاذا حملها على لاعتراف بحق العودة وفقا للقرار الأممي 194 . وشارك سكان قطاع غزة في مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الجندي المجهول باتجاه مقر الأمم المتحد بغزة حيث تم تسليم مذكرة موقعة من كافة الفصائل موجهة إلى الأمين العام للمنظمة بان كي مون. ففي مدينة رفح على سبيل المثال، حيث يعيش الكثير من اللاجئين، أقام هؤلاء خيمة تراثية في (مخيم الشابورة) عرضت فيها مقتنيات قديمة تراثية احتفظ بها أصحابها منذ عشرات السنين. من جانب آخر أحيى الفلسطينيون اللاجئون في بعض الدول العربية المجاورة بمخيمات لبنان والأردن وسوريا الذكرى ال`62 للنكبة في مسيرات ومهرجانات جماهيرية، أكدوا خلالها تمسكهم بالحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها عودة اللاجئين. وبالمناسبة قام ناشطون لبنانيون وفلسطينيون في ملعب المدينة الرياضية في بيروت، بعرض كوفية فلسطينية ضخمة بطول يتجاوز 6500 متر ، محطمين رقما قياسيا سابقا كان مسجلا في كتاب غينيس، وأدرجوا انجازهم في إطار المطالبة بحق العودة بموجب القرار الدولي 194 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 11 دجنبر 1948. وسجل العارضون على طرفي الكوفية، التي ساهم في بسطها على أرض الملعب أكثر من مائة متطوع عبارة "194: سنعود. حملة حماية قرار حق العودة". ومن المقرر أن تتواصل المظاهرات على مدى يومين في غزة و الضفة الغربية، حيث سينظم تجمع بعد غد الاثنين أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأكدت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان بهذه المناسبة تمسكها بأهداف الشعب الفلسطيني الوطنية وبالشرعية الدولية ك`"سبيل لإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها". ودعت الشعب الفلسطيني إلى إحياء هذه الذكرى بمواصلة النضال لعزل الاحتلال وفضح جرائمه، معربة عن مساندتها للفلسطينيين "الصامدين المتشبثين بأرضهم في مناطق ال`48 وبكل الفلسطينيين الذين بنوا مستقبل أبنائهم وهويتهم الفلسطينية رغم التشرد والآلام". وأكدت اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، من جهتها، أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق مقدس لا يمكن لأية جهة أن تتنازل عنه لأنه حق شخصي وجماعي. وفي رسالة وجهها إلى الشعب الفلسطيني بهذه المناسبة، شدد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات على أن لجميع اللاجئين الفلسطينيين الموزعين في الشتات حق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قبل اثنين وستين عاما. وجدد عريقات التأكيد على أن قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية ضرورة حتمية لا مفر منها. من جانبها، دعت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان صحافي صدر اليوم "أن الشعب الفلسطيني في هذه الذكرى يستعيد ذكرى عشرات الآلاف من شهدائه وجرحاه وصور بيوتهم في قراهم ومدنهم المسلوبة والمدمرة ولا يزال يخوض كفاحه من أجل استعادة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف... ووفق إحصائيات الأممالمتحدة لا يزال أكثر من خمسة ملايين لاجئ يعيشون في عشرات المخيمات في ظروف مأساوية والتي تنتشر في الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر وسوريا ولبنان والأردن والعراق.