محكومة بالعقلية والشروط والظروف ذاتها التي اوجدتها على الخريطة الدولية قبل 56 عاما، تمضي(إسرائيل) اليوم وأمام سمع وبصر العالم المتحضر والمهووس بحقوق الإنسان في صناعة وصياغة النكبات المتتالية للشعب الفلسطيني، مكبدة الكثيرين جولة أو اثنتين أو ثلاثا من التشرد عن بيوتهم وأرضهم. المشهد تكرر طيلة سنوات الانتفاضة الأربع في مختلف أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة وحتى في مناطق ال ,48 وها هو الكيان الغاصب يوجه دعوة مفتوحة للعالم ولمن لم يشهد بالصوت والصورة أحداث النكبة الكبرى، ليرى فصولا من عمليات التشريد والتدمير الممنهجة والجماعية بحق أبناء رفح ومخيمها خلال هذه الأيام، وفي تزامن مع الذكرى السادسة والخمسين للنكبة الكبرى التي اقترفتها بحق الشعب الفلسطيني الذي يحيي ذكراها في مثل نفس اليوم (15 مايو) من كل عام. ومع توقف الحركة تماما في الشوارع ظهر أول أمس ارتفعت صفارات الإنذار وأصوات الأذان، وأجراس الكنائس في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة إحياء لذكرى النكبة. وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطاب بالمناسبة ليس من حق أحد في هذا العالم أن يتنازل عن حق لاجئينا الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم. وأضاف إن يوم النكبة يوم أسود تآمرت خلاله عديد من الدول ضد الشعب الفلسطيني الذي طالبه (عرفات) بالصمود رغم حرب الإبادة الشاملة والتدمير والقتل والتهجير القسري الواسع والمتواصل التي تشنها قوات الاحتلال. وفي هذا السياق أعلن مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصدراني في غزة أن الإحصائيات الأولية التي اعدها باحثون ميدانيون في المركز تفيد أن أكثر من مائة منزل للاجئين في مخيم رفح دمرت كليا يومي الخميس والجمعة. وقالت مصادر وشهود عيان إن مائتين وخمسين عائلة على الأقل فقدوا منازلهم بسبب تدمير قوات الاحتلال لمنازلهم في منطقتي يبنا وبلوك (و) بالمخيم، وأشاروا إلى أن هذه العائلات تضم ألف وخمسمائة شخص. ووصف اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الأمن العام في بيان له تدمير المنازل في المخيم بأنها كارثة إنسانية. وقد عثر على جثة أشرف قشطة (30 عاما) تحت أنقاض المنزل الذي هدمه الاحتلال خلال عملية التدمير التي انتهت صباح السبت وهدم خلالها المزيد من المنازل، وذكر مصدر أمني أن قشطة أصيب بعيار ناري أطلقه الاحتلال أثناء وجوده في منزله. وأضاف أنه بعد أن تم قصف المنزل بالرشاشات والقذائف المدفعية قامت جرافة عسكرية بهدم المنزل على الشهيد. ونجا القائد الميداني في سرايا القدس (الجهاد) محمد شيخ خليل من محاولة لاغتياله، وقالت مصادر أمنية إن مروحية أطلقت صاروخا أصاب منزله في منطقة (بلوك و) في مخيم رفح. وكانت المروحيات قد شنت غارتين ليلةت الجمعة-السبت في مدينة غزة في محاولة لقتل القيادي البارز في الجهاد محمد الهندي، وقد أسفرت الغارتان عن إصابة 17 فلسطينيا بجروح. كما تعرض مبنى يضم مركزا تابعا للجهاد ومقرا لجمعية الأنصار الخيرية التي تعنى بمساعدة أهالي الشهداء فجرأول أمس السبت لغارتين في مدينة غزة مما أسفر عن إصابة 12 فلسطينيا بجروح طفيفة ودمار كبير في المبنى.