قدم المهندس الزراعي المغربي بونيف محمد، من المديرية الجهوية للفلاحة لجهة دكالة-عبدة، عرضا أمام مؤتمر زراعي منعقد حاليا بتونس، تناول فيه التجربة المغربية في مجال التكوين المهني التقني الفلاحي، متوقفا عند تجربة هذه الجهة كنموذج. وأشار المهندس الزراعي المغربي، في مستهل عرضه، أمام مؤتمر اتحاد المهندسين الزراعيين العرب، المنعقد حاليا بالعاصمة التونسية حول موضوع "التكامل العربي في مجال تطوير التعليم الزراعي وأهميته في تحقيق الأمن الغذائي"، إلى أن المغرب، انطلاقا من قناعته بكون الإنسان هو الأداة الأساسية في العملية التنموية، أولى أهمية كبيرة لتكوين وتأهيل العنصر البشري. وقال إن هذا التوجه يجد مبرره أيضا في كون الاستثمار في رأس المال البشري هو أحد الوسائل الفعالة للحد من الفقر وتشجيع التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن التقنيين الفلاحيين يضطلعون بدور أساسي في التواصل مع المزارعين وتزويدهم بالمعلومات التقنية، التي هم في حاجة ماسة إليها. وبعد أن أوضح أن التنمية الفلاحية تتداخل فيها عدة عمليات، من بينها البحث العلمي والإرشاد الفلاحي والتكوين، أبرز أن مختلف هذه العمليات تساهم في الرفع من المردودية للمنتوجات الزراعية والحيوانية، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا حصل تنسيق وتناغم بين هذه العمليات وإدراك لدى مسيريها، الشيء الذي يتطلب حتما العناية بالعنصر البشري وتكوين كفاءاته في مجال تدخله. واستعرض السيد بونيف جملة من المعطيات التي تهم التكوين الفلاحي المهني التقني الأساسي بالمغرب وخاصة ما يتعلق بالمؤسسات والمعاهد التي تم إنشاؤها على الصعيد الوطني والإقليمي بمستوياتها وتخصصاتها المختلفة والتي تناهز 80 مؤسسة. وقال إن التكوين الفلاحي يحظى بعناية خاصة في إطار استراتيجية برنامج المغرب الأخضر، وذلك لتكوين قدرات جديدة للمساهمة الفعالة في إنجاح المشاريع المبرمجة، مشيرا إلى أنه في أفق 2015 تسعى وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى تكوين 60 ألف متدرب في عدة تخصصات على صعيد الجهات. وتوقف المهندس الزراعي المغربي عند تجربة جهة دكالة-عبدة كنموذج للتجربة المغربية في هذا المضمار، فأبرز أن السلطات المختصة تولي أهمية كبيرة للتكوين المستمر في ميادين متعددة لفائدة التقنيين والفلاحين ومسيري التنظيمات الفلاحية، حتى يكونوا على علم بأهم المستجدات والتقنيات الحديثة. كما تطرق إلى أنواع التكوين المهني الفلاحي التقني الأساسي بهذه الجهة، مستعرضا معطيات وخصوصيات هذه التجربة ونتائج الدراسة الميدانية وآفاق المستقبل. يذكر أن المغرب يشارك في المؤتمر بوفد عن جمعية المهندسين الزراعيين المغاربة، برئاسة كاتبها العام السيد عبد السلام الدباغ وعضوية عدد من المديرين المركزيين والجهويين بوزارة الفلاحة والصيد البحري.